responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 149
وأنه غدا في عصرنا الراهن هذا وسيلة من أهم الوسائل في ميادين القوى الدولية سلمًا وحربًا؟
إن الدولة المعاصرة التي تملك خام الحديد تستطيع أن ترهب أعداءها بما يتيحه لها هذا الخام من مقدرة على التسلح الثقيل .. وتستطيع -أيضًا- أن تخطو خطوات واسعة لكي تقف في مصاف الدول الصناعية العظمى التي يشكل الحديد العمود الفقري لصناعاتها وغناها [1].
إن الله سبحانه وتعالى منح الحديد لداود عليه السلام, وعلمه كيف يلينه, لأن الفائدة تتحقق بوجود الخام والقدرة على تشكيله, ولا شك أن ذلك ساعد على بناء حضارة عظيمة جمعت بين المنهج الرباني والتطور العمراني والصناعي .. إلخ.
وإذا تأملنا في آية الحديد نجد تداخلاً عميقًا وارتباطًا وثيقًا بين آية الحديد, وإرسال الرسل وإنزال الكتب معهم, وإقامة الموازين الدقيقة لنشر العدل بين الناس, وبين إنزال الحديد الذي يحمل في طياته (البأس) , ثم التأكيد على أن هذا كله إنما يجئ لكي يعلم الله {مَن يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ" و {إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ".
إن المسلم الرباني لن تحميه بعد قدرة الله إلا يده المؤمنة التي تعرف كيف تبحث عن الحديد وتشكله وتستخدمه من أجل حماية العقيدة والتقدم بهذا الدين, وتحقيق النصر للمؤمنين, وإقامة دولة تحكمها شريعة رب العالمين, إن قول الله تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ" فيه إشارة إلى أهمية هذا الخام وتوظيفه لخدمة الإسلام.
ثانيًا: فقه التمكين عند سليمان:
تسلم سليمان عليه السلام قيادة الدولة القوية التي أسست على الإيمان والتوحيد وتقوى الله تعالى, لقد أوتي سليمان عليه السلام الملك الواسع والسلطان العظيم بحيث لم يؤت أحد مثلما أوتي, ولكنه أعطى قبل ذلك عطاء أعظم وأكرم, هيأه لأن

[1] التفسير الإسلامي للتاريخ, ص 222،221.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست