responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 98
ثانياً: الأحداث في خلافة سيدنا علي - رضي الله عنه -:
في هذه الأجواء قتل عثمان - رضي الله عنه - وفي هذه الأجواء تولَّى علي - رضي الله عنه - الخلافة؛ السيف مشرع، والدم مهراق، والفتنة ضاربة جذورها في المجتمع المسلم، فهناك أعداد كبيرة من الذين اشتركوا في الفتنة بشكل أو بآخر، وهناك معاوية - رضي الله عنه - الذي سيتخذ هذه الأحداث أساساً للمطالبة بدم عثمان - رضي الله عنه -، والذي سيتحول إلى عصيان مُسلَّح، باطنه طمعٌ بالخلافة مازال ينمو في نفس معاوية - رضي الله عنه - منذ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصيه بأمته خيراً إذا ملك [1]، والذي بدأ بإظهاره قُبيل صفين والجند مصفوفة ومحاولات الصلح جارية بين الطرفين [2]، وأعلنه بعد صفين [3].
وسأوجز كيف كانت الأجواء في المدينة في مطلع خلافة سيدنا علي - رضي الله عنه - لنكون في صورة الحدث، فقد استلم الإمام علي - رضي الله عنه - في خلافته تركة ثقيلة وتمرداً في كثير من الأمصار، فقد فشل بدايةً في تعيين عامل له في الشام والكوفة، واستلم عماله الحُكْمَ في البصرة واليمن ومصر والأمور لم تكن مستقرة؛ ففي اليمن أخذ يعلى بن أمية الوالي السابق لعثمان - رضي الله عنه - خزينةَ الدولة وانطلق إلى مكة، وفي مصر دخل قيس بن سعد مصر بالحيلة والناس متفرقون في مواقفهم، وجرت بينه وبين معاوية - رضي الله عنه - مواقف أدت إلى عزله في النهاية نتيجة حيلة من معاوية - رضي الله عنه -، وأما في البصرة فقبل الناس عثمان بن حنيف وهم يترقبون ردود فعل بقية الأمصار فيما حدث، وأما طلحة والزبير اللذان بايعا مكرهين تحت تهديد الثوار، فطلبا الخروج من المدينة بعد أن علما ما حدث بالأمصار وأظهرا عدم رضاهما، وسمح لهما علي

[1] انظر ص (73) حاشية (4) من هذه الأطروحة وتكررت الإشارة إلى ولاية معاوية - رضي الله عنه - آخر عهد عثمان من كعب انظر: الكامل في التاريخ للشيباني: 3/ 48.
[2] تاريخ الطبري: 3/ 80. وصفين لنصر بن مزاحم: ص 200. حيث قال حبيبُ بن مسلمة رسولُ معاوية إلى علي: اعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شورى بينهم، يولي الناسُ أمرهم من أجمع عليه رأيهم. وكان ردُّه هذا إيذاناً ببدء القتال لرفض علي - رضي الله عنه - هذا الردَّ رفضاً قوياً. وقد ورد في مآثر الإنافة للقلقشندي أن معاوية دعا لنفسه قبل الخروج إلى صفين انظر: 1/ 102.
[3] لم ينصب معاوية - رضي الله عنه - نفسه خليفة قبل صفين، وانما حصل هذا بعد التحكيم. انظر: نهاية المحتاج للرملي: 7/ 403 كتاب البغاة. الإقناع للشربيني: 2/ 547. الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي: ص 341. الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري: ص 187 - 188. تاريخ الإسلام للذهبي: 3/ 552.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست