responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 87
وطلحة - إن قَدِمَ - وأحضر عبد الله بن عمر ولا شيء له من الأمر، وقُم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة، ورضوا رجلاً وأبى واحد فاشدخ رأسه، أو اضرب رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة فرضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما، فإن رضي ثلاثةٌ رجلاً منهم، وثلاثةٌ رجلاً منهم فحكِّموا عبد الله بن عمر فأيَّ الفريقين حكم له، فليختاروا رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين، إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس.
فلما دفن عمر - رضي الله عنه - جمع المقدادُ أهلَ الشورى، وهم خمسة معهم ابن عمر، وطلحة غائب، وأمروا أبا طلحة أن يحجبهم، فقال عبد الرحمن: «أيكم يخرج منها نفسه ويتقلدها على أن يوليها أفضلكم؟» فلم يجبه أحد [1] فقال: «فأنا أنخلع منها» [2] فقال عثمان - رضي الله عنه -: أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أمين في الأرض أمين في السماء» [3]، فقال القوم: قد رضينا - وعلي - رضي الله عنه - ساكت - فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ قال: أعطني موثقاً لَتُؤثِرنَّ الحقَ ولا تتبع الهوى ولا تخص ذا رحم ولا تألو الأمة [4]. فقال: أعطوني مواثيقكم على أن تكونوا معي على من بدَّل وغيَّر، وأن ترضوا من اخترت لكم، عليَّ ميثاقُ الله ألا أخص ذا رحم لرَحِمِه ولا آلو المسلمين. فأخذ منهم ميثاقاً وأعطاهم مثله. فقال لعلي - رضي الله عنه -: إنك تقول إني أحق من حضر بالأمر لقرابتك وسابقتك وحسن أثرك في

[1] ما جاء عند الطبري يُفهم منه أن سبب سكوتهم هو التنافس على الخلافة، ولكن ما جاء في التمهيد والبيان للمالقي: ص 29 يُظهر أنَّ سببه هو الضيق من تولي مسؤولية اختيار الخليفة وليس الحرص عليها.
[2] في رواية أخرى عند الطبري في تاريخه: 2/ 585 قال: فإني أخرج نفسي وابن عمي. وانظر: التمهيد والبيان للمالقي: ص 26، و: ص 29. وتاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 135. ونيل الأوطار للشوكاني: 6/ 158 وما بعدها كتاب الوصايا، باب وصية من لا يعيش مثله.
[3] المستدرك على الصحيحين: 3/ 350 رقم (5354) عن علي - رضي الله عنه - بلفظ: «عن علي - رضي الله عنه - أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم أن أختار لكم وانتقل منها فقال علي - رضي الله عنه -: أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك: أنت أمين في أهل السماء أمين في أهل الأرض» قال الحافظ الذهبي في التلخيص: أبو المعلى هو فرات بن السائب تركوه. ومسند البزار: 2/ 113 رقم (466) عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال سمعت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول لعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنك أمين في السماء أمين في الأرض» وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه وأبو المعلى اسمه فرات بن السائب. السنة لابن أبي عاصم: 2/ 616 رقم (1415) بلفظ قريب من سابقه وفيه أبو المعلى.
[4] قال علي - رضي الله عنه - هذا لأن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - صهر عثمان - رضي الله عنه -. كما ذكر الطبري في نفس الموضع.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست