responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 59
العثمانَّي السلطان محمود الثاني بأنَّه خليفة الله، وبأنه ظلُّ الله في أرضه [1].
وجاء في البحر الرائق عند الحديث عن القَوَد، نَقْلٌ لقول ابن عباس: «العمْدُ قَوَدٌ لا مال فيه. ثم قال المؤلف معلِلاً: لأنَّ المال لا يصلح مُوجَبَاً، لعدم المماثلة بينه وبين الآدمي صورة ومعنى، إذ الآدمي خُلِق مُكرَّماً ليتحمل التكاليف ويشتغل بالطاعة، وليكون خليفة الله - عز وجل - في الأرض، والمال خُلِق لإقامة مصالحه ومبتذلاً له في حوائجه» [2].
وممن قال بجواز أن يقال للأئمة خلفاء الله في أرضه الزَّجاجُ [3] لقوله - عز وجل -: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} سورة ص/26. ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «السُّلطان ظلُّ الله في أرضه يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر» [4].

[1] حاشية ابن عابدين: 4/ 119 قبل كتاب الجهاد مباشرة. ولكنه يذكر في: 5/ 367 أنَّ في إطلاق اسم خليفة الله خلافاً.
[2] البحر الرائق لابن نجيم: 8/ 330.
[3] لسان العرب لابن منظور: 9/ 84 مادة خلف. وانظر ترجمة الزجاج في فهرس التراجم رقم (63).
[4] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 8/ 162 كتاب قتال أهل البغي، باب فضل الإمام العادل، بدون رقم عن أنس بن مالك بلفظ: «إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنما السلطان ظل الله في الأرض، ورمحه في الأرض». والحكيم الترمذي في نوادر الأصول: 4/ 153 الأصل الخامس والسبعون والمائتين في بيان صفات الولاة. ومسند الشهاب للقضاعي: 1/ 201 رقم (304) عن ابن عمر. والبزار واللفظ له من حديث ابن عمر في كتاب الإمارة، باب الإمام ظل الله في الأرض. انظر مسند البزار: 2/ 220 رقم (5383). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/ 196 وقال: فيه سعيد بن سنان أبو مهدي متروك. وانظر كنز العمال: 6/ 4 رقم (14581). وكشف الخفاء للعجلوني: 1/ 552 رقم (1487). وأشير هنا إلى ما عقَّب به حسن أبو غدة في كتابه (حكم تعدد الخلفاء): ص 9 حاشية (5): «حديث السلطان ظل الله في الأرض لم يصح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل نقله مَنْ هو منكر الحديث وقال: انظر فيض القدير للمناوي: 4/ 142 - 143» اهـ. وليس الأمر على إطلاقه فقد حسَّن الترمذي وغيره لفظ (سلطان الله)؛ قال أبو بكرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله». أخرجه الترمذي في سننه: 4/ 502 كتاب الفتن باب ما جاء في الخلفاء رقم (2224) عن أبي بكرة وقال: حسن غريب. وأحمد في مسنده: 34/ 78 عن أبي بكرة رقم (20433) قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف؛ سعد بن أوس ضعفه ابن معين وباقي رجاله ثقات و: 34/ 135 رقم (20495) عن أبي بكرة وإسناده ضعيف كسابقه. والسنَّة لابن أبي عاصم: ص 480 رقم (1017) و (1018) عن أبي بكرة وقال الألباني عنهما: «حديث حسن». و: ص 483 رقم (1024) عن أبي بكرة وقال الألباني: «حديث حسن». وروي مثله عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يقسم مالاً بين المسلمين ذات يوم وقد ازدحم عليه الناس، فأقبل سعد بن أبي وقاص - ومكانه من النبي - صلى الله عليه وسلم - مكانه وبلاؤه في فتح فارس بلاؤه - فزاحم الناس حتى زحمهم، وخلص إلى عمر، فلم يكن من عمر إلا أن علاه بالدُرَّة وقال: لم تَهَبْ سلطان الله في الأرض، فأردت أن أعلمك أن سلطان الله لا يهابك. الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 287. تاريخ الطبري: 2/ 571. ومن الأدلة أيضاً ما رواه حذيفة بن اليمان قال: إن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر ... إلى أن قال: قلت: يا رسول الله ثم ماذا يكون؟ قال: « .. فإن كان لله عز وجل يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع». المستدرك: 4/ 479 رقم (8332) عن حذيفة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مصنف ابن أبي شيبة: 7/ 447 رقم (37113) عن حذيفة وفيه: ... «فإن رأيت خليفة فالزمه» والحديث رواه البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان بلفظ مختلف فيه: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) بدل (إن كان لله خليفة). انظر: صحيح البخاري: 3/ 1319 كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام رقم (3411). صحيح مسلم: 3/ 1475 كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين رقم (1846). وانظر الدر المنثور للسيوطي: 7/ 476.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست