اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي الجزء : 1 صفحة : 306
[2] - المحاولة الثانية: مؤامرة مشتركة من أربعة أطراف بالاتفاق مع المهدي سنة 161 هـ/778 م:
اشترك فيها المهدي بن المنصور ضد عبد الرحمن الداخل، وكان لا يَقِلُّ كرهاً له من أبيه المنصور ورغبةً في استرداد الأندلس، ولكنه - متبعاً أسلوب وسياسة أبيه- لم يُقدِم على تجهيز الجيوش لبُعد الشُقة، فاعتمد على المحاولات الشخصية والثورات الداخلية.
وقد اشترك في هذه المحاولة - التي كانت من أخطر الحركات والمؤامرات التي تعرض لها عبد الرحمن الداخل - أربع جهات؛ اثنتان من داخل الأندلس واثنتان من خارجها، عبر جبهتين شمالية وجنوبية، أما الجبهة الشمالية فكانت بالاشتراك من سليمان بن يقظان الكلبي المعروف بالأعرابي أمير برشلونة اليمني، والحسين بن يحيى الأنصاري بالاتفاق مع شارلمان، وأما الجبهة الجنوبية فكانت بالاتفاق بين عبد الرحمن بن حبيب الفهري الصقلبي [1] قادماً من أفريقية بجيش كبير، وبين الرماحس بن عبد العزيز الكتاني [2]، ولولا اختلاف المشتركين بهذه المؤامرة وافتقارهم إلى التنسيق بينهم، لكانت فيها نهاية عبد الرحمن الداخل والدولة الأموية، ولكن يبدو أن هذه المؤامرة قد دبرت على عجل ولم تكن الأطراف المشتركة فيها تثق ببعضها ولا يجمعها إلا عداوة الداخل، مما أدى إلى وقوع الخلاف بينهم، وقيام عبد الرحمن الداخل بمقاتلة كل طرف على حدة وهزيمتهم جميعاً [3]. [1] وهو غير عبد الرحمن بن حبيب الفهري الذي كان والياً على أفريقية منذ سنة 126 هـ بعد أن ثار على حنظلة بن صفوان الكلبي عاملها لهشام بن عبد الملك، وانتهت الدولة الأموية وهو على أفريقية، وقد قُتل عبد الرحمن هذا على يد أخيه سنة 137هـ/754 م في أيام الوليد بن يزيد. مآثر الإنافة للقلقشندي: 1/ 155 وما بعدها. المغرب الكبير للدكتور عبد العزيز سالم: ص 323. العلاقات السياسية والثقافية لسالم الخلف: ص 119. [2] انظر ترجمة الرماحس بن عبد العزيز الكتاني في فهرس التراجم: رقم (62). [3] الكامل لابن الأثير: 5/ 239. البيان المغرب لابن عذاري: 2/ 55، 83 - 84. أخبار مجموعة لمجهول: ص 100، 110 - 115، 240 حيث يذكر أن الرماحس التجأ إلى المنصور. نهاية الأرب للنويري: 22/ 7. الدولة العربية لإبراهيم بيضون: ص 199. تاريخ البحرية لعبد العزيز سالم: ص 202 - 204. دولة الإسلام لعنان: ص 166، 172. العلاقات السياسية للراشد: ص 116 - 117. العلاقات السياسية للفيلالي: ص 79 وما بعدها.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي الجزء : 1 صفحة : 306