اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي الجزء : 1 صفحة : 304
رأس رقعة تحمل اسم صاحبها ومكانه، ووضعها في جواليق [1] وأعطاها إلى من رمى بعضها في سوق القيروان، وألقى رأس العلاء ومعه العلم الأسود وسِجِل المنصور له أمام سرادق المنصور عندما كان يحج في مكة [2].
ثم قام الداخل بالرد على محاولات العباسيين من خلال حلفائه في المغرب [3]، ففي سنة 148 هـ أخذ أبو قرة المغيلي بمناوشة الوالي العباسي الأغلب بن سالم التميمي (148 - 151هـ/765 - 768 م)، ثم شنَّ حرباً ضروساً على والي القيروان عمر بن حفص (151 - 154 هـ/765 - 770 م) المعروف بهزار مرد وقد اشتد أوار الحرب بينهما عندما استطاع أبو قرة أن يجمع المغاربة بمختلف فرقهم ونحلهم في حلف ضم اثني عشر عسكراً، يقدر مجموعهم بنحو سبعين ألف [1] الجُوالِقُ والجُوالَق، بكسر اللام وفتحها: وِعاء من الأَوعية معروف معرَّب، قال سيبويه: والجمع جَوالِق، بفتح الجيم، وجَواليق. لسان العرب: 10/ 36 مادة: جلق. [2] الروض المعطار للحميري: ص 75. أعمال الأعلام لابن الخطيب: 2/ 9. تاريخ افتتاح الأندلس لابن القوطية: ص 54 - 55. البيان المغرب لابن عذاري: 2/ 51، 52، 79. نفح الطيب للمقري: 1/ 332، 4/ 48. الكامل لابن الأثير: 5/ 178، 575. نهاية الأرب للنويري: 23/ 341. أخبار مجموعة لمجهول: ص 102. وانظر: العرب ودورهم السياسي والحضاري في الأندلس في عصر الإمارة رسالة دكتوراه لإلهام الدجاني: ص 118. الأثر السياسي والحضاري، رسالة ماجستير لأحمد الوزان: ص 205، 215. المنصور لجومرد: ص 198. وانظر للاستزادة عن ثورة العلاء ضد الداخل كتاب سياسة الدولة العباسية في عصرها الأول مع الأمويين في الأندلس للسيد سالم. [3] العلاقة السياسية بين الدولة الأموية في الأندلس ودول المغرب مرت بعدة مراحل: المرحلة الأولى: وهي عصر الولاة فقد كانت فيه الصلة قوية بين المغرب والأندلس، إذ عبرت خلاله كثير من القبائل المغربية العربية وأسست لوحدة سياسية واجتماعية وأصبحت قرطبة تتبع القيروان إدارياً وسياسياً. وأما المرحلة الثانية: وهي عصر الإمارة الأموية فقد استقل الأمويون بالأندلس عن الخلافة العباسية، وكان الأغالبة والأدارسة يشكلون حاجزاً معادياً بين الأمويين وبين بلاد المغرب، وكانت الدولة الرستمية الخارجية - ومن انضم معها بعد ذلك - المعادية للأغالبة والأدارسة هي الحليف للأمويين في الأندلس، ولم يتجاوز هذا العداء - في الغالب - نطاق الاستفزازات السياسية. أما المرحلة الثالثة: فهي مرحلة الخلافة التي تغيرت فيها سياسة بني أمية وخاصة بعد ظهور قوى كبرى في المغرب مناوئة للبيت الأموي في الأندلس وهي الدولة الفاطمية الشيعية، التي ترتب على قيامها زيادة التوتر السياسي والعسكري في المنطقة. واستطاعت الخلافة الأموية من خلال سياسة اصطناع الحلفاء ودعمهم بكل أشكال الدعم المادي والعسكري والسياسي أن يحدوا من نفوذ الفاطميين في المغرب وحصروا نشاطهم في أفريقية (تونس وما حولها) وظل النفوذ الأموي قائماً في الشمال الأفريقي إلى أن حدثت الفتنة الأندلسية في نهاية القرن الرابع الهجري وسقطت الدولة العامرية وذهبت هيبة الخلافة، وتدخل الحموديون الأدارسة واستولوا على الخلافة وأعلنوا انتهاءها سنة 422 هـ. انظر العلاقات السياسية للفيلالي: ص273 - 276.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي الجزء : 1 صفحة : 304