responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 299
هكذا كان الوضع قبل فتح الأندلس عندما أمر الخليفة الوليدُ بن عبد الملك عاملَه على أفريقية موسى بن نصير بفتحه، الذي بدأ سنة 92 هـ [1] بقيادة طارق بن زياد [2]، وتم بمساعدة موسى بن نصير من سنة 93 هـ إلى سنة 95 هـ [3]، وبعد عزل موسى بن نصير نتيجة وشاية عليه، ومقتل ابنه عبد العزيز بن موسى بن نصير، دخلت الأندلس مرحلة من التخبط السياسي استمر قرابة أربعين سنة، تغير خلالها عشرون والياً، نتيجة للصراعات والانتماءات القبلية المتعددة والمتنافسة، ولم يستطع أحد منهم استيعاب اللعبة السياسية بل كانوا جميعاً أطرافاً مكشوفة في الصراع [4]، وكان ارتباط هذه الولاية الأموية بالسلطة المركزية واهياً، وبعد مقتل الخليفة الوليد بن يزيد سنة 126هـ/744 م لم تعد دمشق مركز الخلافة تعطي أهمية لأمور ولاياتها في الغرب الإسلامي [5].
استمر الأمر على هذا بعد قيام الخلافة العباسية بسبب انشغالها بتثبيت الحكم في بداية عهدها، فقد كانت السلطة العباسية السياسية خارج الخلافة لا تتعدى حدود مصر الغربية، فقد كانت ثورات البربر في أفريقية - الذين انتشرت بينهم مبادئ الخوارج بشكل كبير - تعزل العباسيين عن الاهتمام بالمغرب والأندلس، فقد كان الصراع شديداً [6]، وقامت ولايات من البربر على يد زعماء من العرب منها: ولاية (تاهرت) التي أسسها عبد الرحمن بن رستم بمساعدة الإباضية (137 - 297هـ)، وولاية (سجلماسة) التي أسسها بنو مدرار (167 - 157هـ)، و (تلمسان) التي أسسها أبو فروة الصنهاجي [7].

[1] قال الطبري في تاريخه 6/ 468 - 494: كان فتح الأندلس في سنة 95 هـ.
[2] نفح الطيب للمقري: 1/ 160، 229. الدولة العربية للدكتور إبراهيم بيضون: ص 74.
[3] الكامل لابن الأثير: 4/ 268. أخبار مجموعة: ص 15. موسى بن نصير للعدوي: ص 92. الدولة العربية في إسبانية للدكتور إبراهيم بيضون: ص 77 - 85.
[4] انظر تسلسل الأحداث في الأندلس بعد مقتل عبد العزيز بن موسى في: العلاقات السياسية بين الدولة العباسية والأندلس لعبد الجليل الراشد: ص 38 وما بعدها.
[5] تاريخ خليفة بن خياط: ص 336. تاريخ الطبري: 7/ 231. البيان المغرب لابن عذاري: 1/ 59. وانظر: النزاع بين أفراد البيت الأموي ودوره في سقوط الخلافة الأموية لرياض عيسى: ص 133 وما بعدها.
[6] يقول ابن الأثير في تاريخه 5/ 242: كان بين الخوارج والعباسيين 370 وقعة!. وانظر تاريخ خليفة بن خياط: ص 121 - 416. والاستقصا للسلاوي: 1/ 102 - 118.
[7] ولكن بقيت هذه الولايات البربرية قليلة التأثير، بينما انقسم الحكم في المغرب الأفريقي في الحقيقة بين دولتين: هما الدولة الإدريسية التي أسسها إدريس بن عبد الله العلوي في بلاد المغرب الأقصى (172 - 375هـ) ودولة الأغالبة التي أسسها إبراهيم بن الأغلب في تونس (184 - 296هـ)، إلى أن قامت في المغرب الدولة الفاطمية الشيعية التي ضمت أجزاء واسعة من المغرب (298 - 567 هـ). وانظر: العالم الإسلامي للدكتورين حسن محمود وأحمد الشريف: ص 407. الدولة العربية في إسبانية للدكتور إبراهيم بيضون: ص 11 - 13، 91 - 92، 117. العلاقات السياسية بين الدولة العباسية والأندلس لعبد الجليل الراشد: ص 93، 108. المغرب الكبير لعبد العزيز سالم: ص 471. تاريخ المغرب العربي لسعد زغلول عبد الحميد: ص 293.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست