responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 288
المواجهة والصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية:
لم يكد الفاطميون يُتمُّون فتح مصر حتى تطلعوا إلى بسط نفوذهم على الشام التي كانت السيطرة عليها تمثل أهمية استراتيجية لكل نظام يتولى حكم مصر، حيث كان الفاطميون يرون في سوريا الشمالية الطريق إلى العراق، وأن سيطرتهم عليها ستضمن لهم الوصول إلى بغداد المركز الروحي والسياسي للعالم الإسلامي السُّني [1]، وقد كان جوهر أرسل جيشاً إلى الشام بقيادة جعفر بن فلاح، ففتح الرملة ثمَّ دمشق وأقام الدعوة للخليفة الفاطمي المعز في سنة 359 هـ، ثمَّ أتم فتح الشام سنة 360 هـ، واعترف حكام حلب الحمدانيون بالخلافة الفاطمية.
وكان الفاطميون يهدفون من وراء فتح الشام إلى اتخاذها قاعدة انطلاق للهجوم على بغداد، لوضع نهاية لحكم البويهيين والخلافة العباسية، بيد أن موقعة دمشق مع القرامطة، الذين استغاث بهم فلول الإخشيديين، ومقتل جعفر بن فلاح في ذي القعدة سنة 360 هـ قد بددت أحلام الفاطميين [2].
وقد شجعت المواجهات العسكرية بين الفاطميين والقرامطة أهالي الفرما وتنيس [3] على التمرد على الفاطميين ونبذ دعوتهم، فلبسوا السواد شعار العباسيين، بيد أن الفاطميين نجحوا في قمع هذا التمرد وإعادة الهدوء إلى هذه الأقاليم بين سنتي 360 - 363 هـ [4].
وتجدر الإشارة إلى أن عضد الدولة البويهي أبا شجاع فنا خسروا قد اعترف في عهد الطائع العباسي بفضل آل البيت وخاطب العزيز بـ «الحضرة الشريفة» وأقر له بأنه في طاعته [5]، فكان ذلك مكسباً سياسيّاً ودبلوماسيّاً للفاطميين في مواجهتهم مع العباسيين.

[1] الدولة الفاطمية للدكتور أيمن سيد: ص 159. تاريخ ابن خلدون: 4/ 48 - 49. اتعاظ الحنفا للمقريزي: 1/ 120 و 122 - 123.
[2] اتعاظ الحنفا: 1/ 128 - 129. الدولة الفاطمية للدكتور أيمن سيد: ص 150.
[3] مدينة على الساحل من ناحية مصر، وهي مدينة قديمة بين العريش والفسطاط، قد سفت الرمال عليها قرب قطية شرقي تنيس على ساحل البحر. انظر مراصد الاطلاع للبغدادي: 3/ 1030.
[4] اتعاظ الحنفا للمقريزي: 1/ 130 وما بعدها.
[5] الكامل لابن الأثير: 8/ 709. النجوم الزاهرة لابن تغري بردي: 4/ 124.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست