responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 15
الذي يولي الولاة على المسلمين. ومثله ما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أيضاً أنه قال: «مَنْ وَلاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَأَرَادَ بِهِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ فَإِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ» [1].
ويساعدنا على فهم هذا المعنى ما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - مما يرويه أنس بن مالك قال: مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنُوا عَلَيْهَا خَيْراً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَجَبَتْ» ثم مَرُّوا بِأخرى فَأَثْنوا عَلَيْهَا شَراً فقال: «وَجَبَتْ». فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ما وجبت؟. قال: ... «هذا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً فوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وهذا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَراً فوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ» [2].
فحُسْنُ الثناء وضدُّه علامةٌ على ما عند الله تعالى للعبد، وإطلاق ألسنة الخلق التي هي أقلام الحق بشيء في العاجل عنوان ما يصير إليه في الآجل، ولأنَّ اجتماع الأمة على رجلٍ ما معصومٌ من الخطأ، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تجتمع أمتي على ضلالة» [3] واستدلالاً بكل الأدلة التي تفيد عصمة الأمة بمجموعها عن الخطأ.
ومعنى كلمة (الخليفة) الواردة في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دعاء السفر: «اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل» [4] فاللفظ - وإن جاء خبراً في الجملة

[1] مسند أحمد: 40/ 476 رقم (24414) عن عائشة قال محقق الكتاب: صحيح وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد وهو الزنجي وعبد الرحمن بن أبي بكر وهو ابن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي وبقية رجاله ثقات. وانظر بمعناه ما رواه البيهقي في سننه الكبرى: 4/ 115 كتاب الزكاة، باب الاختيار في دفعها إلى الوالي، بدون رقم، عن ابن عمر: «ادفعوا صدقات أموالكم إلى من ولاه الله أمركم فمن برَّ فلنفسه ومن أثم فعليها».
[2] صحيح البخاري: 1/ 460 كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، عن أنس بن مالك رقم (1301)، واللفظ له. ومسلم: 2/ 655 كتاب الجنائز، باب من يثنى عليه خير أو شر من الموتى رقم (949) عن أنس.
[3] رواه الترمذي في سننه: كتاب الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة رقم (2167) عن ابن عمر. وأبو داود في سننه: 4/ 98 كتاب الفتن، باب ذكر الفتن رقم (4253) عن أبي مالك الأشعري. وابن ماجه في سننه: 2/ 1303 كتاب الفتن، باب السواد الأعظم رقم (3950) عن أنس بن مالك. ورواه الطبراني في مسند الشاميين: 2/ 442 رقم (1663) عن أبي مالك الأشعري. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد في 5/ 218: ... «رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات رجال الصحيح خلا مرزوق مولى طلحة وهو ثقة».
[4] صحيح مسلم: 2/ 978 كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره رقم (1342) عن ابن = = عمر. سنن أبي داود: 3/ 33 كتاب الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر رقم (2598) عن أبي هريرة. والنسائي في سننه الكبرى: 4/ 460 كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من كآبة المنقلب حديث رقم (7938) عن أبي هريرة. وسنن النسائي: 8/ 273 كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من كآبة المنظر رقم (5501) عن أبي هريرة. والترمذي في سننه: 5/ 497 كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً رقم (3438) عن أبي هريرة وقال: حسن غريب من حديث أبي هريرة. ورقم (3439) عن عبد الله بن سرجس وقال: حديث حسن صحيح. والدارمي في سننه: 2/ 373 كتاب الاستئذان، باب في الدعاء إذا سافر رقم (2673) عن ابن عمر. ومالك في الموطأ: 2/ 977 كتاب الاستئذان، باب ما يؤمر به من الكلام في السفر رقم (1762). وأحمد في المسند: 4/ 156 رقم (2311) عن ابن عباس، قال محقق الكتاب: حديث حسن كما قال الحافظ ابن حجر ورجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن رواية سماك - وهو ابن حرب - عن عكرمة فيها اضطراب، و: 1/ 455 رقم (2723) عن ابن عباس وغيرهم.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست