responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 90
ثمرات الايمان

الشكر
ويكون بعد ذلك راضيا عن الله، مهما منعه أو أعطاه، فيتحقق بصفة الشكر.
{ومن شكر فانما يشكر لنفسه ... وسيجزي الله الشاكرين}.
والشكر من ثمرات الايمان، واذا أحسن اليك عبد من عباد الله فلم تشكره، كنت مقصراً عنه، مسيئا اليه، مع أنه واسطة والمحسن الحقيقي هو الله فكيف لا تشكر الله، والله هو الذي أنعم عليك بنعمة السمع والبصر، والصحة والأمن، وسخر لك ما في الأرض، وأعطاك من النعم ما لا تستطيع عده ولا احصاءه؟ ان الانسان لا يعرف قيمة النعمة الا عند فقدها، ان وجعه ضرسه رأى أعظم النعم في زوال الألم، فان زال عنه نسي هذه النعمة، وان احتاج يوما إلى دينار ولم يجده عرف نعمة الغنى، فان هو استغنى نسيها. وان انقطع تيار الكهرباء، وشمل الدار الظلام عرف نعمة النور, فان وجده لم يعد يدرك قدره.
فاذا كنت لا تستطيع أن تحصي نعم الله عليك، أفلا تشكره عليها؟ تشكر الله بلسانك بحمده والثناء عليه، فتقول: "الحمد لله ... رب لك الحمد"، وتشكر الله بعملك فتفيض من هذه النعم على من حرم منها، وشكر الغني أن يعطي الفقير، وشكر القوي أن يساعد الضعيف، وشكر صاحب السلطان أن يقيم الحق، ويسير بالعدل. فان كنت من ذوي اليسار، وكان على مائدتك خمسة ألوان، وكان جارك جوعان، فلم تعطه شيئا لم تكن من الشاكرين. ولو قلت بلسانك ألف مرة: (الحمد لله). وتشكر الله بقلبك فتكون راضيا عنه، فانعا بما قسم لك، لا تسخط ولا تستقل النعم، ولا تحسد أحداً على ما أعطاه الله.
فمن جمع شكر القلب بالرضا عن الله، وشكر العمل بأن يفيض على

اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست