responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 58
فرد عليه الثاني وقال: أنت رجعي متأخر، هذا كله من عمل الطبيعة!!
قال: كيف كان بفعل الطبيعة؟
قال: كان هنا حجارة فجاءها السيل، والريح والعوامل الجوية فتراكمت، وبمرور القرون بالمصادفة، صارت جدارا.
قال: والسجاد.
قال: أغنام تطايرت أصوافها، وامتزجت وجاءتها معادن ملونة، فانصبغت وتداخلت فصارت سجادا!!
قال: والساعات؟
قال: حديد تآكل بتأثير العوامل الجوية، وتقطع وصار دوائر وتداخل، وبمرور القرون، صار على هذه الصورة.
ألا تقولون ان هذا مجنون؟ هل المصادفات هي التي جعلت الخلية من خلايا الكبد التي لا ترى الا بالمجهر تقوم بأعمال كيميائية تحتاج إلى آلات تملأ بهواً كبيراً، ثم لا تستطيع أن تقوم الا بجزء منها؟! هذه الخلية تحول السكر الزائد في الدم إلى مولد سكر العنب (كليكوجين)، لنستعمله عند الحاجة بعد اعادته إلى (كليكوز)، وتفرز الصفراء، وتعدل (الكولسترول) في الدم، وتصنع الكريات الحمر، ولها بعد أعمال اخرى!
والمصادفات جعلت في اللسان تسعة آلاف عقدة صغيرة كلها تصلح للتذوق، وفي كل اذن مئة ألف خلية للسمع، وفي كل عين مئة وثلاثين مليون خلية كلها تصلح لاستقبال الضوء. والأرض بما فيها من العجائب والأسرار، والهواء الذي يحيط بها، وما يحمله من أحياء لا ترى ولا تدرك، والأشكال العجيبة لذرة الثلج التي تسقط، خلقها بهذه الدقة، وأودع فيها هذا الجمال، الذي لم نره الا من عهد قريب.
انظر إلى هذه الأرض وما فيها من معادن، وما أودع فيها من أسرار، وإلى أنواع حيوانها ونباتها، وما فيها من الصحارى الشاسعة، والبحار الواسعة، والجبال السامقة، والاودية العميقة .. ثم وازنها بالشمس ترها صغيرة

اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست