responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 108
{يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ... وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ... }.
يظنون أنهم لا يزالون في الدنيا، ولكن هول الموقف، يقطع كل رابطة بينهم. {فلا أنساب بينهم يومئذ}.
يرى المرء صديقه الحميم فلا يسأل عنه ولا يهتم به. لا يهتم أحد إلا بنفسه، يهرب من أخيه وأمه وأبيه، ومن زوجته وبنيه. بل انه يضحي بهم ويقدمهم افدية له، لو كان يقبل منه الفداء، ويتركون امدا - الله أعلم بمدته - يموج بعضهم في بعض، ثم يجمعون فيساقون إلى المحشر .. يساقون جميعا.
البشر كلهم، من آدم إلى آخر واحد من ذريته، من مات منهم على فراشه، ومن غرق في البحر، ومن أكله السبع، ومن سقط من الطيارة، ومن أحرق بالنار وذري رماده في الهواء، يعيدهم الذي أوجدهم من العدم أول مرة، ويجمعهم جميعا، ويساقون إلى أرض المحشر، هم والجن والشياطين والوحوش.
{مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يومٌ عسر}.
ثم يأمر ربنا بجهنم فتبرز للناس من بعيد، ويقول لهم: {ألم أعهد اليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنتم توعدون .. }.
ويأمر ربنا فيفرز المجرمون ويمتازون فيعرفون، فيتمنى كل منهم أنه لم يكن بشرا، ويقول: {يا ليتني كنت ترابا}.
ثم يجمع الله الكافرين في جهنم، مع الذين كانوا يعبدونهم من دون الله، ويظنونهم آلهة من الجن والشياطين، وما اخترعوا من أسماء ما لها حقائق، وما أنزل الله من سلطان زعموها آلهة كما فعل اليونان بما سموه (زيوس) و (افروديت). والرومان: (جوبيتر) و (فينوس). والفرس:

اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست