responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 97
المجتمعات .. ويبقى وحده محتفظًا بميزته اليهودية الخاصة، التي لا يمكن أن تتحور مهما تقلبت عليها السنون والأجيال وبهذه الطريقة يبقى قويًا». ويسخر الكاتبان كثيرًا من أولئك المفكرين الذين يزعمون أن اليهودي يندمج مع العناصر التى يعيش في بلادها ويقولان: «إن اليهودى في الواقع يظل يهوديًا دائمًا وأبدًا، حتى أنه لو أحب الشعوب التي يعيش بينها أو اعتقد أنه أحبها، أو أنه أحبها بالفعل، فإن دمه يبقى دائمًا وأبدًا يهوديًا يسيطر على كافة تصرفاته وأعماله ويوجهها ..» [1].
وهذا ما عبر عنه الفيلسوف اليهودي - إسحق دويتشر - (في محاضرة له في المؤتمر اليهودي لعام 1958 خلال أسبوع الكتاب اليهودي) حيث يقول: «إن اليهودي يظل يهوديًا وإن ارتكب خطيئة». ويقصد بذلك: أن الفيلسوف اليهودي يظل يهوديًا في تفكيره وإن لم يكتب في اليهودية، أو أنه رغم ما يبدو من أصمية فلسفته يظل يهوديًا جدًا على نحو .. أو يظل منه شيء من جوهر الحياة اليهودية والفكر اليهودي ..
وقد رأينا في اليهود حول المدينة المنورة اتجاهًا دائمًا نحو العزلة والبعد عن الاندماج في المجتمع الإسلامي .. وهكذا كان اليهود في الإمبراطورية الرومانية القديمة وكذلك في انكلترا وأوروبا وروسيا القيصرية وفي كل مكان حلوا فيه.
ويعمل اليهود في كل مكان وزمان ضد الدولة التى ينعمون بخيراتها .. ويسعدون بالأمن في ظلها .. فنجدهم يساعدون الغازي ضد أهل البلد الذي مد لهم يد العون، ويقومون بأعمال التجسس والتخريب ضد الوطن الذي احتضنهم وتكرر ذلك جليًا على مدار التاريخ، وذلك إذا آنسوا في البلد الذي يحلون فيه ضعفًا ظاهرًا .. أما إذا لم يستطيعوا الظهور بأشخاصهم والجهر بعداوة من حولهم، فإنهم يلجأون إلى التنظيمات والأحزاب السرية، يكمنوا فيها كالجراثيم ليهاجموا المجتمعات في عقائدها وآدابها وأخلاقها وعاداتها .. أو لتوجيه عملية الهجوم من خلال بعض الأقلام المدربة والتي صنعوها على أعينهم .. متسترين بما ترفعه تلك الأحزاب والتنظيمات التي ينتمون لها من شعارات براقة .. ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب.
وهذا ما وضحه خير توضيح الأستاذ الكبير - عباس محمود العقاد - في مقال له تحت عنوان: " الوجودية ... الجانب المريض منها " .. حيث يقول:

[1] عن مقال للأستاذ سامي الحيتاوي نشر في " السياسة " يوم 27/ 6 / 1986.
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست