responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 84
صبيان العلماء يقول بهذا الخلط، فلا يوجد أي قدسية لأقوال الفقهاء في ذاتها. فالقدسية لما نزل من عند الله وهو القرآن الكريم، وللسنة النبوية باعتبارها وحي من الله، لبيان ما ورد في القرآن عَامًّا أو مجملاً أو مطلقًا ولكن ألفاظهما ليست من عند الله.

ثَالِثًا: الخَلْطُ بَيْنَ العَقْلِ وَالوَحْيِ:
يخلط هؤلاء بين ما جاء به الوحي من تشريع، كتحريم الخمر والفواحش وعلاج الغرائز عن طريق العبادات وكل ما يتعلق بتربية النفس، يخلطون بين ذلك وبين ما يخضع لسلطان العقل واجتهادات البشر، وهو ما يطلق عليه اسم العلم التجريبي، فيوحون للقراء أن التمسك بالأصولية والسلفية الإسلامية معناه أن نقتلع كل شيء توصلت إليه البشرية في العلوم التجريبية، وهم لا يجهلون طبقًا لتخصصاتهم أن الإسلام يفرق بين هذين الأمرين تمامًا. فالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول كما ورد في " صحيح مسلم ": «أَنْتُمْ أَعْلَمُ [بِأَمْرِ] دُنْيَاكُمْ» كما أنه أكثر من موقف في الأمور التي لم ينزل فيها وحي من الله كان ينزل على رأي الخبراء، كما حدث في تحديد مكان غزوة بدر، أو على الأغلبية كما حدث في تحديد مكان غزوة أحد.

رَابِعًا: التَّلْبِيسُ فِي التَّرْبِيَةِ وَالاِجْتِمَاعِ:
قد خلت جميع هذه الأقوال من تحديد المقصود في أن الماضي يفرض نفسه على الحاضر مما يعوق التقدم، بينما لا يوجد هذا التعلق النرجسي عند الأمم الأخرى. وهم بهذا يرددون مقولة (دوركايم) التي تضمنتها مناهج الاجتماع والتي تدرس في المدارس العربية، وهذه المقولة تزعم أن تقليد الماضي مهما كان يَحُولُ دُونَ تكوين رأي حر مستنير، وأن تقليد الزعماء مهما كانوا يَحُولُ دُونَ تكوين رأي حر مستنير. وهذا جزء مما يسمى نسبية القيم في الأخلاق، وكله فكر يهودي يريد الثورة على الماضي مهما كان، أي ولو كان مصدره الرسالات السماوية، وعدم التقيد بأقوال المصلحين مهما كانوا، أي ولو كانوا من الرسل والأنبياء، ويزعم هذا الفكر أن الأخلاق نسبية، تتغير من عصر إلى آخر ومن شخص إلى آخر، وهو ما تضمنته التوراة بعد تحريفها، حيث امتدحت فتاة ارتكبت الفاحشة مع حاكم لتخدم بذلك اليهود، وامتدحت ما زعموه من أن نبي الله موسى أمر اليهود بسرقة حلي المصريين، عند الرحيل من مصر في زمن الفرعون. وغير ذلك مما لا مجال لتفصيله.

ولا يجهل أي باحث أن القرآن الكريم قد حكم ببطلان بدعة نسبية القيم في الأخلاق .. قال تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ

اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست