responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 83
والسنة النبوية بالبابوية، وبالتالي طلب الثورة عليه تقليدًا لأوروبا. مع أنه توجد فوارق رئيسية بين التراثين، تناولها فلاسفة أوروبا أنفسهم، ومنهم الفيلسوف (روجيه جارودي) والدكتور (موريس بوكاي) وغيرهما. وأهم هذه الفوارق:
أ - ليس في الإسلام صكوك غفران أو حرمان لطبقة معينة تسمى رجال الدين، بل لا توجد هذه الطبقة أصلاً في الإسلام.
ب - لا يوجد في الإسلام صراع بين الدين والعلم كما حدث في أوروبا.
ج - كما لا يوجد في الإسلام ولا في التاريخ الإسلامي تحالف بين علماء الدين وبين رجال الإقطاع ضد الشعوب، بل لا توجد طبقة الإقطاع، كما لا يوجد صراع بين الدين والحكم، لأن الصراع نشأ في أوروبا بسبب وجود نص نسب إلى السيد المسيح وهو قوله: «دَعْ مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ، وَمَا للهِ للهِ». وقد أوضح الدكتور نظمي لوقا في كتابه " محمد الرسول والرسالة " أن الإسلام يهدم هذه القاعدة. فالقرآن الكريم ينص على أن الأمر كله لله فلا يملك أحد التشريع مع الله.
د - بل إن القرآن الكريم قد أكد في أكثر من آية، على أن الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث ليضع عن البشرية الأغلال والقيود التي وضعها الأحبار والرهبان. وعلى سبيل المثال، يقول الله تعالى عن النبي: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [1].
وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [2].

ثَانِيًا: الخَلْطُ بَيْنَ الوَحْيِ وَاجْتِهَادَاتِ البَشَرِ:
يخلط هؤلاء بين الوحي الممثل في القرآن والسنة النبوية وبين اجتهادات فقهاء المسلمين وغيرها، ويطلقون اسم التراث والسلفية والأصولية الإسلامية على كل ذلك، ويزعمون أن المسلمين الأصوليين يقفون عند القرن الأول أو الثاني للهجرة، وأنه تجب الثورة على الماضي وعلى هذا التخلف والجمود، بينما لا يوجد أحد من علماء المسلمين ولا

[1] [الأعراف: 157].
[2] [التوبة: 34].
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست