responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 176
وكان واضحًا أن أكثر الأعضاء قد جاء حاملاً فكرًا، أو عقيدة أو اتجاهًا وحاول فرضه، فلم يكن للبحث العلمي مجاله الطبيعي، وإن كان الجميع قد تحصن وتوارى خلف العلم، والعلم براء من المتعصبين براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وحتى لا نلقي القول على عواهنه نسطر بعض الأمثلة من أقوال بعض الأعضاء المختارين للندوية.
فمن أقوال العضو (محمد ربيع): «إن الإيمان بالغيب خرافة»، ومن أقوال (محمد المويهي): «ليس للإسلام ميزة خاصة عن الأديان الأخرى». ولعل الكثيرين من القراء قد رأوا وسمعوا اتجاهات النماذج التي قدمها التلفزيون من بين أعضاء هذا المؤتمر.
فهل تدارك البيان الختامي الأمر أم أنه كان مرآة لهذه الاتجاهات؟ وهل عالج المؤتمرون المشكلة التي انعقد المؤتمر من أجلها؟.
وما هو نوع العلاج؟
هل هو عربي الصنع - أم أجنبي؟
وإذا كان أجنبيًا، فهل هو أجنبي الشكل والمضمون، أم أنه عربي الوجه أجنبي الفكر؟
سننقل فقرات من البيان الختامي، ثم نكشف مصادرها الفكرية لنعلم أيها أولى بالاتباع؟.

مَفْهُومُ الدِّينِ فِي البَيَانِ:
لقد جاء في البيان: «إذا كان الدين حقيقة عميقة الجذور .. فيجب ألا يفهم الفهم الجامد الثابت، على شكل صيغ محدودة يفرضها الخلف باسم السلف .. بل يجب العمل على أن يسمح للفروع فيها - مع حفظ الأصول - بمواكبة التغيير الحضاري المستمر وذلك بالاجتهاد الحكيم والتطور الواعي».
إن البيان يطالب بتطوير الإسلام، وهذه رسالة حمل لواءها المبشرون والمستشرقون، لغرض أفصحوا عنه، لقد وضع جماعة منهم كتابًا علق عليه أحدهم وهو المستشرق الإنجليزي (جيب) الذي كان عضوًا بمجمع اللغة العربية بمصر. والكتاب اسمه " إلى أين يتجه الإسلام " وقد جاء فيه أن مشكلة الإسلام بالقياس إلى الأوروبيين ليست مشكلة أكاديمية خالصة فحسب، فإن لتعاليم الدين الإسلامي من السيطرة على المسلمين في كل تصرفاتهم، ما يجعل لها مكانًا بارزًا في أي تخطيط لاتجاهات العالم الإسلامي. ثم يقول:

اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست