responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 149
تَعْلَمُونَ} [1]. وقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لِكُلِّ دِينٍ خُلُقٌ. وَخُلُقُ الْإِسْلاَمِ الحَيَاءُ». وقال: «إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» [2].
من أجل ذلك لا يحل إشعال نار هذه الفتنة، لأن إباحة نشر وإذاعة هذه المسائل، لا يقل خطرًا عن نشر وشيوع السرقة أو القتل، بل إن الحرية الجنسية أشد خطرًا من هذه الجرائم، ولا أدل على ذلك من أن الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - جعل عقوبة الزاني الرجم، بينما اكتفى بقطع يد السارق، ذلك أن الزنا يهلك الأمة كلها ويضعف كل مقوماتها، ووسائل الحرية الجنسية، جزء من الزنا فهي أبوابه ومقوماته.

أَدَبُ الجِنْسِ:
من أجل ذلك لم يكتف الإسلام بتحريم الزنا، بل حرم الطرق المؤدية إليه. ففي الحديث الشريف: «فَالعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ».
كما حرم الإسلام الكلام في المسائل الجنسية، فالوقاية خير من العلاج، قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَا تُبَاشِرُ المَرْأَةُ المَرْأَةَ حَتَّى تَصِفَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا».
وإذا كان وصف المرأة حرامًا، ولو كان ذلك في معرض الحديث بين زوج وزوجته، فهو أشد حرمة وأكبر خطرًا فيما وراء ذلك، ولهذا حرم الله تعالى أيضًا الأفعال التي تؤدي إلى هذه الفتنة فقال - جَلَّ شَأْنُهُ -: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [3]. {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31] (4).
فشيوع الجنس والدعوة إليه إضفاء الأوصاف الأدبية عليه قد أدى إلى انتشار الفواحش وانحلال المجتمعات، فأصبح شعار الشباب «مارس الحب والجنس واترك الحرب والشهامة».
إن الذين روجوا للحفلات الراقصة بين الجنود باسم الترفيه، يجنون على الأمة شر جناية فلقد أدت هذه الوسائل إلى أن ترك الجنود الفرنسيون ميادين القتال في الحرب العالمية الأولى وتزاحموا على دور البغاء، ولم يملك قائدهم منعهم فأصدر بيانًا في [3] مايو سنة

[1] [النور: 19].
(2) " التاج الجامع للأصول "، للشيخ منصور علي ناصف: 5/ 59.
[3] و (4) [النور: 31].
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست