responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 126
يونيو 1967. إن إقالة (حاتم) وحبس الإخوان المسلمين لم يمنع الهزيمة من الحدوث، لأن التناقض المأساوي كان فادحًا، وبدلاً من إبراز التناقض علت الأصوات المتعفنة: إن الاشتراكية لم تولد وإن البعد عن الدين هو السبب ... ورحل عبد الناصر سنة 1970. وعادت نغمة الدين تحتل موقع الصدارة بأقلام غير متدينة، كـ (أنيس منصور) و (مصطفى محمود) .. إنه هوس وجنون أن نتحول إلى مجتمع ضد المدنية والحضارة حتى طلبة الجامعة بدأت تتسرب إليهم التيارات الخبيثة تتلفع بثياب الدين , وتخفي أظافرها المتعطشة للدم بقفازات حديدية من السلف الصالح، وسأدعو إلى تكوين جمعية ضد أعداء الحضارة الذين [يتهجدون] بالصلوات والعبادات نهارًا» (ص 99).

مُوسْكُو بَيْنَ اليَهُودِ وَالمُسْلِمِينَ: [1].
لقد كشفت قرارات السادات عن موقف التأزم الصاعد للقادة العرب من الاتحاد السوفياتي، إذ أن أول من أعلن خيبة الأمل العربي في العون الروسي هو الرئيس هواري بومدين، بعد زيارته لموسكو في أعقاب الهزيمة المخزية للعرب عام 1967.
وجاء معمر القذافي ليؤكد استحالة معاونة الروس للعرب، وليظهر خطأ التوسع السوفياتي في المنطقة العربية، ذلك التوسع الذي اقترن بنفوذ سياسي وعقائدي واقتصادي وعسكري، والذي تم على حساب مقومات الأمة العربية [2] وعلى أشلاء القوى الوطنية بها.
فما هي الأسباب الحقيقية لهذا التغيير، الذي يظنه المواطن العادي انقلابًا سلميًا، ويزعم الروس أنه تيار يميني تاركين لليسار العربي أن يعمق هذا المفهوم دفاعًا عن روسيا، لأنها الأم الذي فرض عليه إعطاء الولاء لها دون سواها. لقد كثرت التعليقات والتحقيقات الصحفية، بين مدافع عن الروس والماركسية وبين مهاجم، وكلها بأقلام عربية ووجوه عربية، بلغ الحال بينهما إلى السباب والفسوق في القول والسلوك ثم انتهى إلى الاتهام بالعمالة إلى المعسكرين.
لست يمينيًا ولا يساريًا ولا أدين بالولاء لأيهما إنهما {سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [القصص: 48]، من هنا وانطلاقًا من المصلحة الوطنية وحدها نكتب الجواب على هذه المسألة دون أن يكون للاستنتاج الصحفي أدنى دور في هذا الأمر.

(1) " البلاغ " العدد 171 و 172 في 2 شعبان 1392 هـ - 10/ 9 / 1972 م.
[2] كان ذلك في بداية حكمه عندما أعلن عن (النظرية الثالثة) والتي تدمج الأديان ضد الشيوعية.
اسم الکتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية المؤلف : البهنساوي، سالم علي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست