responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 657
الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [1].
فيقول أهل الأهواء والبدع أن (منهم) هنا وردت للتبعيض أي (من بعضهم)، وفي هذا دليل على عدم وجوب عدالتهم، ومن ثم يفتح الباب للطعن فيهم.

وهذا افتراء محض، وجوابه:
يقول علماء التفسير إن (منهم) هنا ليست للتبعيض، وإنما هي على معنيين:
- الأول: أي من جنسهم، بدليل قول الله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [2]، ولا يعني الله تعالى أن نجتنب بعض الأوثان ونترك بعضها لا نجتنبها، بل المطلوب أن نجتنب جميع الأوثان، و (من) هنا أي: من جنس هذه الأوثان.
- الثاني: (من) هنا مؤكدة، كما قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [3]، فليس معناه أن بعضه شفاء ورحمة والبعض الآخر ليس كذلك، أبدًا، بل كله شفاء ورحمه، و (من) هنا مؤكدة [4].

أضف إلى ذلك أن الله تعالى في قوله: {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} زكَّى الصحابة في ظاهرهم، وزكى باطنهم في قوله سبحانه: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}، لا كما قال - عز وجل - في المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَآءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلًا} [5].

...

الشبهة العاشرة: في صلح الحديبية:
ومفادها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى عمرة الحديبية وبعد أن عقد الصلح مع قريش رجع ولم يعتمر، فأمر الصحابة - رضي الله عنهم - أن يحلقوا وينحروا فلم يستجب الصحابة لأمره - صلى الله عليه وسلم -، ثم انطلق حتى دخل على أم سلمة غضبان .. فيقول المبتدعة أن أصحاب الرسول - رضي الله عنه - أغضبوه وأمثال هؤلاء يستحيل أن يكونوا من العدول.

[1] الفتح: 29
[2] الحج: 30
[3] الإسراء: 82
[4] راجع كلام الإمام القرطبي في تفسيره (19/ 346).
[5] النساء: 142
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 657
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست