responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 648
أن تورث عنه، وتمسَّك أبو بكر بالعموم، واختلفا في أمر محتمل للتأويل، فلما صمَّم على ذلك انقطعت عن الاجتماع به لذلك، فإن ثبت حديث الشعبي أزال الإشكال، وأخلق بالأمر أن يكون كذلك لما علم من وفور عقلها ودينها عليها السلام» اهـ.
ولكن، يدعي الرافضة أن ما طالبت به فاطمة عليها السلام كان هبة وهدية من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهبها إياها، كما قال شيخهم الطوسي في تفسيره، في قول الله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [1]، قال [2]: «وروي أنه لما أنزلت هذه الآية استدعى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة عليها السلام وأعطاها فَدَكًا وسلمه إليها، وكان وكلاؤها فيها طول حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما مضى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها أبو بكر، ودفعها عن النحلة، فلما لم يقبل بيِّنَتها، ولا قَبِل دعواها، طالبت بالميراث، لأن من له الحق إذا مُنِع منه من وجه جاز له أن يتوصل إليه بوجه آخر، فقال لها: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة"، فمنعها الميراث أيضًا، وكلامهما في ذلك مشهور، لا نطول بذكره الكتاب».
وقال القمي [3]: «وأنزلت [أي الآية] في فاطمة عليها السلام فجعل لها فدك، والمسكين من ولد فاطمة، وابن السبيل من آل محمد وولد فاطمة».
وقال الفيض الكاشاني [4]: «فلما نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ادعوا لي فاطمة عليها السلام، فدعيت له، فقال: يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك، هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين، فقد جعلتها لك لما أمرني الله به، فخذيها لك ولولدك» اهـ.
وجواب ذلك أن يقال: أن هذه القصة مكذوبة ولا تثبت، بل الصحيح أن فاطمة طلبت فَدَك من باب الإرث لا من باب الهبة، يقول شاه عبد العزيز الدهلوي [5]: «وهذا ليس له أصل عند أهل السنة، وعلى تقدير تسليم روايتهم، فإن الهبة لا تتحقق إلا بالقبض، ولا

[1] الإسراء: 26
[2] تفسير الطوسي (6/ 468 - 9).
[3] تفسير القمي (2/ 18).
[4] الفيض الكاشاني: تفسير الصافي (3/ 186 - 7).
[5] محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (271 - 2) باختصار.
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 648
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست