responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 63
في الزمن الفاطمي، والقذافي عندما دعا لتلك الدولة تبنى الموقف السياسي وليس المذهبي، ونحن نفهم ذلك لكونه زعيمًا سنيًّا» [1].
فعند النظر تجد أن هذه التأويلات تخالف الحقائق التاريخية النافية لوجود أثر هذه الوحدة الإسلامية في كنف الدولة الفاطمية الأولى (297 - 567هـ/909 - 1171م) [2]، فضلًا عن مخالفتها لصريح قول القذافي في إحدى خطبه: «أول دولة شيعية في التاريخ هي التي في شمال إفريقيا وهي الدولة الفاطمية الأولى، وأهل البيت هم من لهم الحق الإلهي في الحكم والإمامة، ولا نقبل بعد اليوم أي أحد في الوطن العربي يحكم باسم القرآن أو باسم الدين أو يعمل دولة دينية ما لم يكن من أهل البيت» اهـ.
وبعيدًا عن هذه المجاملات الشكلية، فالحاصل أن كلًا من القذافي وتسخيري ارتضى النموذج العبيدي حلًا (للأزمة الإسلامية)، بدلالة قول تسخيري في حوار لاحق مع صحيفة (ليبيا اليوم) نشر في 4/ 11/2008م، قال: «أنا قلت: أنا أؤيد أن الأخ العقيد لم يكن يقصد إلا إرجاع المؤشر إلى موقعه الطبيعي»، وهو بذلك يناقض أحد أهداف المجمع العالمي للتقريب الذي يتولى هو أمانته العامة، والذي ينص على [3]: «نفي موارد

[1] وفق ما صرح به بعض الصحافيين البارزين لموقع (العربية. نت)، بتاريخ 30/ 10/2008م.
[2] يذكر الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله (701 - 774هـ) في ترجمة باني مصر معد بن إسماعيل المدعي أنه فاطمي: «وقد أحضر بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبو بكر النابلسي [ت. 363هـ] فقال له المعز: بلغني عنك أنك قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين بسهم، فقال: ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر. قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة وقتلتم الصالحين وأطفأتم نور الإلهية وادعيتم ما ليس لكم. فأمر بإشهاره في أول يوم ثم ضرب في اليوم الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا ثم أمر بسلخه في اليوم الثالث فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي: فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات رحمه الله، فكان يقال له الشهيد» اهـ[انظر، ابن كثير: البداية والنهاية (11/ 284)]، وقال الإمام الذهبي في ترجمة (الشهيد المسلوخ): «قال أبو ذر الحافظ: سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يُسلخ {كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء: 58]» [الذهبي: سير أعلام النبلاء (16/ 148)].
[3] انظر، أهداف المجمع العالمي للتقريب على موقع المجمع الرسمي، الفصل السادس: الأهداف الرسمية والتنظيمية، الهدف الرسمي (6). www.taghrib.org
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست