responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 354
الصهيونية والنازية، وفاق أم شقاق؟!
ننتقل إلى ألمانيا لنناقش مسألة هي من الأهمية بمكان وقد تكون غائبة عن أذهان الكثيرين؛ ألا وهي حقيقة العلاقة بين الصهيونية والنازية ..
فعلى الرغم من الدعاية الصهيونية الشرسة وتأكيد احتكار اليهود لدور الضحية في عملية الإبادة التي قام بها النازيون ضد كثير من الشعوب والأقليات الإثنية والدينية والعرْقية، فإن ثمة علاقة وطيدة بين الصهيونية والنازية تستحق الدراسة، خاصة وأن الموضوع يثير الآن شيئًا من الدهشة على الرغم من أنه لم يكن كذلك في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين.
فنقول: من الملاحظ أنه توجد أصول فكرية مشتركة وتماثل بنيوي بين كلتا الأيديولوچيتين النازية والصهيونية؛ فأدولف هتلر، الزعيم النازي [1] الذي كان يؤمن بتفوق الجنس الآري على باقي الأجناس، كان يرى أن «العقيدة الدينية اليهودية تشتمل على توجيهات بعضها يتعلق بحفظ الدم اليهودي نقيًا» [2]، وكان كذلك يصف الدولة اليهودية [أو المشروع الصهيوني] أنها «الجهاز الحي المُعَدّ لحفظ العرق وإنمائه» [3].
ولكن على الرغم من هذا الإعجاب الواضح بالمشروع، كان هتلر يكن كراهية عميقة لليهود كأفراد؛ يقول [4]: «كنت أعتبر اليهود مواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولكن اختلاطي بأعداء السامية من مفكرين وساسة جعلني أشد تحفظًا في الحكم على أعداء اليهود، وما لبثت أن وجدتني في عداد المعنيين بالمسألة اليهودية بعد أن لمست بنفسي

[1] كلمة (نازي NAZI) مأخوذة بالاختصار والتصرف من أول مقطعين من العبارة الألمانية (ناشيونال سوشياليزمس Nationalsozialismus) أو (الاشتراكية القومية)، والتي تشير إلى (الحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei NSDAP) الذي ترأسه أدولف هتلر.
[2] أدولف هتلر: كفاحي، ص (175).
[3] السابق، ص (171).
[4] السابق، ص (19).
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست