responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 279
أفكار لوثر أحدثت ثغرًا لا يزال يتسع حتى اليوم:
لقد أثار كتاب لوثر (عن اليهود وأكاذيبهم) فزع وجدال ليس بين اليهود المعاصرين فحسب، ولكن في الأوساط الپروتستانتية كذلك؛ فلقد ذكر عالما الپروتستانت هاينريش بولينجر Heinrich Bullinger (1504 - 1575 م) ومارتن بوسر Martin Bucer (1491 - 1551 م) أن أفكار لوثر تذكِّرهما بأفكار محاكم التفتيش. كذلك أصدرت كنائس زيوريخ Zürich في وقتها مذكرة جاء فيها: «أنه لو كان صدر هذا من قِبَل قطيع من الخنازير، وليس من راعي كنيسة مشهور، لوجدنا له مبررًا ضعيفًا»، وجاءت هذه المذكرة تحديدًا كرد على رسالته التي صدرت في العام نفسه (عن الاسم الذي لا سبيل لمعرفته Vom Schem Hamphoras) [1] .
ولكن لم يأخذ أحد توصيات لوثر (بطرد اليهود وهدم معابدهم وإعدام كتبهم ... إلخ) على محمل الجد، ومعظم السلطات لم تضعها موضع التنفيذ، وذلك نظرًا للدور الاقتصادي المهم الذي كان يؤديه اليهود، كما يبين ذلك محرري أعمال لوثر [2].
وفي الجملة، رفضت السلطات السياسية الپروتستانتية اتباع توصيات لوثر، وهذا ما أثبتته الحقبة التي تلت وفاته.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن أفكار لوثر التي نشرها في كتابه (أن عيسى ولد يهوديًا) أحدثت - كما تواتر القول - ثغرًا في الفكر النصراني الغربي لا يزال يتسع حتى يومنا هذا. أيضًا، فإنه حتى ذلك التوقيت، كانت الأيديولوچية الصهيونية المعهودة غائبة تمامًا، وأخص بالذكر غير اليهودية منها، ولعل لوثر كان أول من أشار إليها بطريقة غير واعية في كتابه (عن اليهود وأكاذيبهم) حينما قال [3]: «وغريبة الغرائب أننا إلى اليوم لا نعلم السبب في حلول اليهود بيننا، وأي شيطان جلبهم إلينا. فنحن لم نأت بهم من بيت

[1] See, James Swan: Martin Luther's Attitude Toward the Jews, Appendix (1: The Reaction to Luther's Anti-Jewish Writings)
[2] See, Luther's Works 47:267 (Editors Comment, footnote 173)
[3] مارتن لوثر: اليهود وأكاذيبهم، ص (113 - 4).
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست