responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 119
نظرة على علاقة المجتمع الغربي المعاصر بالإسلام:
ولكن قبل أن نقفز إلى أحداث الحادي عشر من سپتمبر وتبعاتها، نناقش مسألة هي من الأهمية بمكان، وهي الموقف الغربي المعاصر من الإسلام ..
ونتوقف قليلًا عند حرب الخليج الثانية ([2]/ 8/1990 - 28/ [2]/1991م)، أو (عملية عاصفة الصحراء Operation Desert Storm) كما أطلقت عليها القوات الأمريكية، والتي قادت فيها أمريكا ائتلافًا دوليًا مكونًا من 34 دولة في مواجهة القوات العراقية.
فلقد بدت هذه الحرب - كما رأى الأمريكيون أنفسهم - «وكأنها الاختبار الحقيقي الأول للنظام العالمي الجديد، حيث وجدت فيها الولايات المتحدة فرصة ذهبية لتؤكد حضورها الطاغي على مسرح الأحداث العالمية، ولتثبت للعالم أجمع أن هناك قائدًا جديدًا منفردًا في الشئون العالمية» [1].
والحاصل أن هذه الحرب (التحريرية!)، مع قرائن صاحبتها، كشفت زيف الادعاءات الأمريكية في رغبتها الخالصة، بل وفي حملها على عاتقها، مسئولية نشر الحرية والعدل والمساواة في الكرة الأرضية تحت غطاء العولمة؛ فكما يذكر هنتنجتون أن «النفاق، وازدواجية المعايير، والاستثناءات، هي الثمن لمطامح العولمة؛ فالديمقراطية مطلوبة لكنها ليست ديمقراطية لو أنها جلبت إلى الحكم الأصوليين الإسلاميين، وحظر تصنيع أسلحة الدمار الشامل يفرض على إيران والعراق ولكنه لا يفرض على إسرائيل ... وحقوق الإنسان هي قضية ذات شأن مع الصين لكنها ليست بقضية مع المملكة العربية السعودية، والاعتداء على الكويتيين أصحاب النفط رُفِض على نطاق واسع ولكن لا يُرفَض أي اعتداء على البوسنيين الذين لا يملكون شيئًا من النفط. إن المعايير المزدوجة في الإجراء العملي هي الثمن الذي لا يمكن تجنبه للمعايير العالمية لأي مبدأ» اهـ [2].

ثم بعد أن انقضت الحرب، وما تبع ذلك من تعزيز للوجود (الأمريكي/الغربي) في

[1] محمد النقيد: نظرية نهاية التاريخ، ص (25).
[2] صامويل هنتنجتون: صراع الحضارات، ص (256 - 7).
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست