responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 105
الماضي أبدًا ... وليس الاتحاد الأوروپي بالذات إلا النتاج الذي أفرزه قرن مرعب من الحروب الأوروپية» [1].
لذا، فإن وجهتي النظر المختلفتين هاتين، بين أمريكا وأوروپابالتحديد، ما لبثتا - بطبيعة الحال - أن «تمخضتا عن تقويمات متباينة للتهديدات وللوسائل المناسبة للتعامل معها، وعن حسابات مختلفة للمصالح، وآراء متغيرة حول قيمة القانون الدولي ومغزى المؤسسات الدولية» اهـ [2].

الارتباك الفكري يهدد القيادة الأمريكية للنظام العالمي الجديد:
من المعلوم أن النظام الدولي القديم الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية كان يستند إلى قطبية ثنائية متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تتزعم المعسكر الرأسمالي الغربي، والاتحاد السوفييتي الذي كان يتزعم المعسكر الاشتراكي، وقد تأرجح هذا النظام ما بين الحرب الباردة، والتعايش السلمي والوفاق، وشكلت مناطق العالم الثالث في ظله ساحات للتنافس والمواجهة بين القطبين.
ولكن التحولات التي شهدها الاتحاد السوفييتي وبقية بلدان أوروپاالشرقية منذ منتصف الثمانينات، والتي انتهت بتفكك الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى، وانهيار الأحزاب الشيوعية في تلك الدول وقيامها بتبني التعددية السياسية، وأشكال من الديمقراطية الليبرالية [3] والاقتصاد الحر على الصعيد الداخلي، واتجاهها نحو الانفتاح على المعسكر الغربي والانخراط في الاقتصاد العالمي على الصعيد الخارجي، هذه التحولات وضعت النهاية للنظام الدولي القديم، وأسهمت ضمن عوامل ومتغيرات أخرى في وضع الأساس لبروز نظام عالمي جديد. وكان من الطبيعي أن تقود الولايات المتحدة

[1] روبرت كيجن: عن الفردوس والقوة، ص (65).
[2] السابق، ص (16).
[3] الليبرالية Liberalism: مصطلح مشتق من الكلمة اللاتينية (ليبراليس Liberalis) ويعني (الحرية). والليبرالية مذهب اجتماعي سياسي داخل المجتمع يهدف إلى تحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة: (السياسية والاقتصادية والثقافية).
اسم الکتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية المؤلف : عمرو كامل عمر    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست