responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي المؤلف : المتولي، عاطف إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 239
سورة الشعراء حين ينهاهم نبيهم هود عليه السلام، وينكر عليهم أعمالهم قائلاً {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [1]. فبعد أن دعاهم هود عليه السلام لتقوى الله وطاعة رسوله، انتقل لحال خاص من تصرفات القوم " فينكر عليهم الترف في البنيان، لمجرد التباهي بالمقدرة، والإعلان عن الثراء، والتكاثر والاستطالة في البناء، كما ينكر عليهم غرورهم بما يقدرون عليه من أمرهذه الدنيا، وما يسخرونه فيها من القُوَى، وغفلتهم عن تقوى الله ورقابته ......... (وفي الآيات) توجيه إلى أن يُنْفَقَ الجهد، وتنفق البراعة، وينفق المال فيما هو ضروري، ونافع، لا في الترف والزينة ومجرد إظهار البراعة والمهارة ......... وكان الأجدر بهم أن يتذكروا فيشكروا، ويخشوا أن يسلبهم ما أعطاهم، وأن يعاقبهم على ما اسرفوا في العبث والبطش والبطر الذميم" [2].
ولو تأمل متأمل؛ لوجد أن السبب المشترك في جميع الكوارث الاقتصادية، التي تَحُلُّ بالدول، هم هؤلاء المتْرَفُون، الذين يجعلون جل همهم الاستمتاع بالتباهي، والاستطالة بالثراء على الخلق، والاستزادة من كل ما هو غير ضروري، ولا مفيد لأمتهم ومجتمعانهم، فتراهم يعيشون لأنفسهم، لا يشاركون في نهضة، ولا يعاونون في عمل، وضررهم على مجتمعاتهم خطير جداً، مادياً ومعنوياً.
ومما جاء في قصص القرآن من معاني وسلوكيات اقتصادية:

ت- تقرير حقيقة القيم، والاستمتاع بالطيبات. وفي هذا السياق " تجيء قصة قارون لتعرض سلطان المال والعلم، وكيف ينتهي بالبوار مع البغي والبطر، والاستكبار على الخلق، وجحود نعمة الخالق. وتقرر حقيقة القيم، فَتُرْخِص من قيمة المال والزينة، إلى جانب قيمة الإيمان، والصلاح، مع الاعتدال والتوازن في الاستمتاع بطيبات الحياة، دون علو في الأرض، ولا فساد" [3]. يقول الله تعالى {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ

[1] - سورة الشعراء. آية: 128 - 131
[2] - في ظلال القرآن. الأستاذ سيد قطب 5/ 2609 - 2610. ط / 10 دار الشروق. القاهرة - بيروت 1982
[3] - المرجع السابق. 5/ 2710.
اسم الکتاب : صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي المؤلف : المتولي، عاطف إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست