النهي عن جعل اليمين مانعاً من الخير إن كان غيرها خيراً منها قوله تعالى {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [1]. فليس لمؤمن صادق، أن يجعل من يمينه مانعاً له عن الخير، والبر، ولكن إن حلف على شيء ثم رأى غيره خيراً منه، وأحسن في المعاملة، بادر لما هو خير وكفَّر عن يمينه. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ) [2].ولا يخفى ما في هذا الأمر من التيسير على المكلفين، والحث على العمل الصالح، والأثر الكبير على دوام علاقات الناس، وتوثيقها، ونشر للألفة والمودة، وحسم لمادة الخلاف والشقاق، والتهاجر بين أفراد المجتمع.
وفي الطلاق، وهو قطع للعلاقة الزوجية، أُحِيطَ بتوجيهات عديدة منها:
نهى المطلقات عن كتم الحمل فقال تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [3].
نهى المُطَلِّقين عن أخذ مال عند الفراق، وعن تعدي حدود الله {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [4]. [1] - سورة البقرة. آية: 224 [2] - رواه البخاري. كتاب الأيمان والنذور: باب قول الله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) رقم الحديث / 6622، ورواه مسلم كتاب الأيمان: باب ندب من حلف يميناً فرأى غيرها خيراً منها. رقم الحديث / 1649 [3] - سورة البقرة. آية: 228 [4] - سورة البقرة آية: 229
اسم الکتاب : صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي المؤلف : المتولي، عاطف إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 217