اسم الکتاب : فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 79
وقَطْعُ صلةِ الأمة به" [1].
وعلى ما سبق؛ فإن تجديد الدين يدور في فلكي النفي والإضافة، حتى يعودَ الدين -كما كان في الصدر الأول- التزامًا بالدين على أكمل ما يكون الالتزام، وتصدِّيًا لكل جديد بالاجتهاد الدائم الدؤوب الذي يضبط كلَّ جديد بضابط الإِسلام [2].
وهذا النفي وتلك الإضافة ليست في الدين ونصوصه، ولا في أصوله أو معاقده، وإنما هي في علاقة الأمة بدينها، وفي سلوكها، وفكرها المتفاعل مع نصوصه وثوابته؛ إذ هذا الجانب هو ما تعتريه القوة والضعف، ويتنزل عليه التجديد، ويقبل الإصلاح، وفيه يقع التغير [3].
قال ابن حزم رحمه الله: "واتفقوا أنه مذ مات النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد انقطع الوحي، وكمل الدين، واستقر، وأنه لا يحل لأحد أن يزيد شيئًا من رأيه بغير استدلال منه، ولا أن ينقص منه شيئًا، ولا أن يبدل شيئًا مكان شيء، ولا أن يُحْدِثَ شريعة" [4]. [1] تقريظ كتاب الحداثة في ميزان الإِسلام، للعلامة ابن باز رحمه الله، والكتاب من تأليف د. عوض القرني، ط: دار الأندلس الخضراء، جدة، (ص 7). [2] تجديد الدين، مفهومه، وضوابطه، وآثاره، للدكتور محمَّد حسانين، نشر جائزة نايف بن عبد العزيز، ط: 1، (1428 هـ)، (ص 35). [3] التجديد في الفكر الإِسلامي، د. عدنان محمَّد أمامة، دار ابن الجوزي، ط: 1، (1424هـ)، (ص 20). [4] مراتب الإجماع، لابن حزم، ت: حسن أحمد إسبر، دار ابن حزم، ط: 1، (1419هـ، 1998 م)، (ص 270).
اسم الکتاب : فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 79