اسم الکتاب : فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 32
المبحث الأول
تدشين الحرب العالمية على السلفية (1)
لا اختلاف على أنَّه بسقوط الشيوعية، وانتهاء صلاحية شعار: (الروس قادمون) قد انتهى الجهاد والكفاح المشترك بين الغرب والعالم الإِسلامي ضد الشيوعية في أفغانستان، وليس في هذا من عجيب، وإنما العجب أنه بمجرد تحقيق هذا الهدف سارع الغرب بإعلان الإِسلام عدوًّا جديدًا! وذلك قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بأكثر من عشر سنوات، وذلك حين دعاه مبكرًا داهية الغرب (نيكسون) بالخطر الأخضر الذي ينوب عن الخطر الأحمر.
ومما لا شك فيه أن الإِسلام المقصود بالحرب ليس هو إسلام العقلانية، أو العصرانية، أو الشعوذة والخرافة، أو الفِرَق أو الطرق! وليس أصحابه بطبيعة الحال من المتسوِّلين على موائد الغرب أو الشرق، وإنما هم - كما يقول نيكسون -: "المصمِّمون على استرجاع الحضارة الإِسلامية السابقة عن طريق بعث الماضي ... والذين يهدفون إلى تطبيق الشريعة الإِسلامية، وينادُون بأن الإِسلام دين ودولة، وعلى الرغم من أنهم ينظرون إلى الماضي فإنهم يتخذون منه هدايةً للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوارٌ! " [2].
(1) يراجع كتاب: ولتستبين سبيل المجرمين، للمؤلف، الفصل السابع، ط: 2، دار اليسر. [2] الفرصة السانحة، لريتشارد نيكسون، (ص141، 152، 153).
اسم الکتاب : فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 32