اسم الکتاب : فكرة كمنويلث إسلامي المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 41
التي يضعها وجودها الموطَّد في قليل أو كثير، على محور من القوة، وهي المشاكل التي تتصل بمساحات جغرافية كبيرة وكتل بشرية ضخمة.
3 - أسباب نفسية:
ومهما يكن من شيء فإن الذي يهمنا اعتباره هو كيف كان ردّ الإنسان المسلم، في عالم مخطط راضخ للعامل الفني، ولعامل القوة اللذين يَسِمانِ تطور كتلة بشرية لا يستهان بها بطابع الحركة المعجَّلة، ويعطيان لمشاكل هذه الكتلة مستوى غير مألوف، تصوره لنا أحياناً أرقام قياسية عجيبة، مثل المئة والخمسين ألف طن من الصراصير- إذا لم تخطئ ذاكرتي- التي وقعت إبادتها في الصين الشعبية أثناء المدة التي استغرقها مشروع الخمس سنوات الأولى هناك. وحينئذٍ فالإنسان المسلم يستشعر أحياناً في هذا العالم المخطط عدم جدواه، من حيث استشعاره لما هو واقع من أن التاريخ يصنع بدونه. فهو بوصفه عنصراً من عالم غير مخطط، يرى نفسه مجتازاً من طرف التطور المسَرَّع لبقية البشرية.
والآن لو استبطن الإنسان المسلم هذه المعطيات- وهو أمر من الطبيعي أن يفعله، بقدر ما يسترد وعيه وينتبه لدى تخلفه- فسيتاح لنا أن نفهم عنه، أنه سيأخذ بعين الاعتبار في هذا المستوى، أن العالم الإسلامي الذي ينتمي إليه، يحمل جما طواياه بذور ثورة. ومنذ هذا الحين يجتذبه سؤال في صورة (متحارجة dilemme):
أولاً- هل يستطيع العالم الإسلامي إنجاز ثورته حسب اطراد محدد منسق بمشروع مُعَدّ يؤخذ فيه اعتبار العناصر النفسية والعوامل الاجتماعية الخاصة بالمجتمع الإسلامي الراهن.
ثانياً- أو أن العالم الإسلامي سيجد نفسه منقاداً- لعدم توافر توجيه سديد، حسب مشروع معَد وبضرورات تكفيه مع تطور عالمي، لم ينفك في
اسم الکتاب : فكرة كمنويلث إسلامي المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 41