اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 233
الفرنسية ذات الشأن تطالع (المجلة المصورة)، فكنت يوماً أطالع أحد أعدادها على سطح مقهى (كل شيء بخير) إذا بنظري يقع على إعلان: (شاعرة فرنسية تريد الزواج من أمير شرقي).
فتصورت وراء هذا الإعلان الغريب، التوقعات التي ربما تحدث للسيدة المخاطرة فيما إذا وقع على خبرها، أحد فرسان المغامرات، فقررت أن أحيطها علماً قبل أن تكون نتيجة مخاطرتها على حساب المسلمين فكاتبتها عن طريق المجلة، حسب الإعلان.
وبعد أيام قليلة، كنت عائداً من المدرسة إذ بمراقبة الفندق تناديني من مكتبها تناديني من مكتبها:
- أيها الصديق إن سيدة تنتظرك في الصالون.
وإذا بهذه الشاعرة التي ربما اكتشفت الشرق في قصة ألف ليلة وليلة ولا تدري عن وضعه الراهن شيئاً، ولعلها وجدت في خطابي لهجة الناصح فأتت تشكرني، وبالمناسبة ذكرت لي ما ورد عليها من طلبات زواج، منها واحدة من مهراجا برز إليها قطعاً من صفحات ألف ليلة وليلة، وأخرى من أمير ليبي، لاشك أنه من الأصل نفسه، وقرأت علي الخطابات الغرامية، فلم يبق لدي شك أن السيدة ستغدو ضحية لأحد هؤلاء الفرسان، وربما لاحظت على وجهي ما يختلج في نفسي، وبعد أيام عادت مرة أخرى إلى الفندق:
- إنني أتيتك هذه المرة بخبر سار، إنك لا شك تعرف الأمير (شريف)، لأنك من تبسة كما قلت لي ...
ومن لا يعرف (الأمير شريف) بمدينة تبسة؟ وكيف أنجو بذمتي من هذا المأزق؟ فقلت:
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 233