responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 232
الأيام بتنزيه الزوار على ظهر جمله، ولقد كان هذا الطارقي أجمل صورة رأيتها إطلاقاً لهذا النوع من الرجال، فكان أكثر زبائنه من السيدات، وأعتقد أن إعجابهن كان يتجه للرجل أكثر منه لجمله.
ولقد كان معبد (أنكور) تحفة المعرض الكبرى، وكان الطارقي تحفته الصغرى، ولكن الأمر الأهم بالنسبة للزوار الجزائريين كان بلا ريب كتاب (الرسائل الجزائرية)، لأنه يندرج في تلك الملابسات التي كانت فيها الإدارة الاستعمارية تهيئ (الظهير البربري)، كخطوة أولى لتنصير مراكش.
ووفد من (تبسة) بعض المعارف وأعطوني أخبار الأهل، فقررت قضاء الصيف بباريس، لا من أجل مواصلة الدراسة، حسب النظام الخاص بمدرسة اللاسلكي، ولكن من أجل المعرض الذي أصبح مجال ملاحظاتي وتأملاتي عن (الشعوب المقيدة)، وعن الصور الكريكاتورية التي تعطى عنهم، خصوصاً عن الشعوب الإسلامية.
وأكثر ما يلفت نظري، دور اليهودي يتخذ مثلاً من اللون والزي العربي ما يعرض به نفسه بوصفه عربياً، في صورة تحط بكرامته في نظر المتفرجين؛ وأحياناً أخرى تراه يستمع إلى قطعة موسيقية أو يتتبع دوراً تمثيلياً في مقهى مراكش، فيرفع صوته.
هذا حسن ... حسن بالنسبة للعرب!!
فكنت على إدراك تام لأهية هذا العمل، يغتنم اليهودي بمهارة عجيبة كل فرصة لانتقاص العربي، وأدرك خاصة أن الأوربيين والمسلمين على حد سواء، لم يكونوا يفقهون معنى لهذا النسيج الدقيق في أغوار نفوسهم.
إن باريس تصوغ كل انطباعاتها الحسنة والسيئة. في (موضة) ... فكان (الرجل المستعمَر) موضة الوقت، حتى في ميدان الزواج. ولقد كانت كل الأسر

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست