responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 231
أحدهم بشيء، ولكنني لما كنت كل يوم أحد أطالع الجريدة فتناولتها وأنا على سطح المقهى، وإذا بمقطع صغير ينقل نبأ عن مرصد (جرنويش): إن هذا المرصد سجل الليلة هزة صغيرة.
وكانت ساعة الهزة تنطبق مع حركة سريري. هذا هو الأمر، أفضي به كما هو لمن يريد أن يتأمله ولن يريد أن يهزأ منه.
بقيت هذه الذكرى من أيام المعرض مقترنة في ذهني بأخرى.
افتُتح المعرض بعد أسابيع، وكان الزائر الذي يدخل من الباب الرئيسي، يشاهد مباشرة على يساره جناحاً لـ (الآباء البيض)، تعرض فيه نسخ العهد القديم والعهد الجديد، ولكن الجناح كان يوزع أيضاً كتاباً صدر في تلك الفترة تحت عنوان (الرسائل الجزائرية) يتناول صاحبه، المحامي الجزائري لدى محاكم باريس، العادات والتقاليد الإسلامية بنقد فيه التشويه والتشنيع، كأنما هذا المحامي الجزائري لدى محاكم باريس، أراد بكتابه تقديم مرافعة ضد الإسلام، زلفى وقربى من (الآباء البيض) لينال على أيديهم الزبائن الذين لم يكسبهم لمجرد موهبته، إذ لم تكن له أي موهبة في الفصاحة والبلاغة.
لقد فتح المعرض أبوابه في غضون الربيع. وتوالت أيامه إلى الخريف، وفي هذه الفترة أصبح الرجل المستعمر- الجزائري والمراكشي والتونسي والهندي والهندي الصيني والسنيغالي والسوداني- موضوع الأحاديث في أكثر عواصم الدنيا تمسكاً بأمر سيدة الموضة، أعني باريس.
ولكن الرجل الذي لفت أكثر الأنظار في المعرض بلا جدال، كان من قبيلة (الطوارق) - إحدى عشائر الصحراء الجزائرية- فكان مع رهط من عشيرته على ظهر جمالهم وفي هيئتهم الخاصة، يتقدم معهم الموكب الفلكلوري الذي يطوف في كل أرجاء المعرض ليلة كل سبت فيثيرون إعجاب المتفرجين، وكان يشتغل سائر

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست