responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 229
وكان المقاولون في ذلك الربيع 1931 يسارعون في أرجاء المعرض لإنهاء أشغالهم في اليوم الموعود.
وجُمع داخل سور المعرض كل ما يجعله أكبر متحف يعرض فيه، ما يطبعه الاستعمار بطابعه الخاص وأساليبه المختلفة وما تنتجه المستعمرات من خيرات، وما أنتجته من فنون من أبسط كوخ إفريقي على ضفة النيجر، حتى أروع صورة في البناء، مثل معبد (أنكور) الذي تبوأ مركز المعرض بهيكله الشامخ، إذ يراه الزائر من كل أطراف المعرض، بينما لم يشيد إلا على نسبة الربع من حجمه الحقيقي.
وانطلقت في الآفاق داخل فرنسا وخارجها، حملة إعلان صاخبة، وبدأ كل من يمتّ بصلة إلى التجارة في باريس، يهيئ نفسه لاستغلال المناسبة كيفما استطاع.
وذات يوم أتى صديقي الباسكي ليتناول معي الغداء بمطعم (الوحدة) وإذا به يقول لي:
هل مررت أمام دار الـ (با).
دار الـ (با) متجر كبير للملابس الجاهزة، على مقربة من شارع (تريفيز)، في مقتطع شارع (مونت مارتر) وشارع (سان دونيس)، ولم أكن ذلك اليوم أتيت من الناحية التي يشير إليها صديقي، فاستمر قائلاً:
- أتعلم أن دار الـ (با) قد غلفت وجه عمارة تبنى الآن أمامها، بلافتة ضخمة يذكر فيها اسم النبي محمد ... بنوع من الاستخفاف؟
فلم أفهم ... أي صلة بين محمد، والملابس الجاهزة، ودار البا، وحق المعرض كله؟ .. فعلاً، لم أفهم.

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست