اسم الکتاب : مصطلح فلسفة التربية في ضوء المنهج الإسلامي (دراسة نقدية) المؤلف : الحازمي، خالد بن حامد الجزء : 1 صفحة : 343
ويأتي الشرع بتفصيله.... فالفعل يكون مشتملاً على مصلحة، ومفسدة، ولا تعلم العقول مفسدته أرجح من مصلحته أو العكس، فيتوقف العقل في ذلك، فتأتي الشرائع ببيانه، وتأتي براجح المصلحة، وتنهى عن راجح المفسدة، وكذلك الفعل يكون مصلحة لشخص مفسدة لغيره، والعقل لا يدرك ذلك. فتأتي الشرائع ببيانه فتأمر به لمن هو مصلحة له، وتنهى عنه لمن هو مفسدة في حقه [1].
وهذا لا يعني إنكاراً وتعطيلاً للعقل، ولكن إنكاراً لهذا المنهج من حيث إنه يستمد شيئاً من الكتاب والسنة ثم يخضع ذلك للمنهج العقلي للحكم عليه، فهذا الذي يؤاخذ عليه؛ لأن في الاحتكام للمنهج العقلي البحت والمنهج العلماني مخالفة للشرع؛ لأنهما يأخذان بما يثبته العقل والتجربة فقط دون المسلمات الشرعية.
والعقل أحياناً يرى في بعض الأمور أنها عين الصواب، ثم يتضح بعد ذلك أن باطنها هو الخطأ، فحقيقة مثل هذه لا يدركها العقل في معزل عن الشرع. قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ “إن الله جعل للعقول في إدراكها حداً تنتهي إليه لا تتعداه، ولم يجعل لها سبلاً إلى الإدراك في كل مطلوب”[2]. [1] عبد الله محمد جار النبي، ابن قيم الجوزية وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف، الطبعة الأولى، مؤسسة مكة للطباعة والإسلام، 1986، ص (455) . [2] الشاطبي، الموافقات (2/326) .
آراء العلماء في الفلسفة
...
ثالثاً: آراء بعض العلماء في الفلسفة:
لقد واجه عدد من علماء المسلمين النداءات والافتراءات الفلسفية على الإسلام بالتصدي لها قولاً وعملاً، موضحين بأن لا أساس لها في الإسلام، وأنها يونانية المولد، غربية المنشأ، وعقيدة من رضي بغير الإسلام ديناً ومنهاجاً، وكشفوا مغازيها وعوارها بعد فحص وتمحيص، ولم يقتنعوا بقشورها، ومن
اسم الکتاب : مصطلح فلسفة التربية في ضوء المنهج الإسلامي (دراسة نقدية) المؤلف : الحازمي، خالد بن حامد الجزء : 1 صفحة : 343