اسم الکتاب : مصطلح فلسفة التربية في ضوء المنهج الإسلامي (دراسة نقدية) المؤلف : الحازمي، خالد بن حامد الجزء : 1 صفحة : 326
الفلسفة الحديثة:
في العصور الوسطى المسيحية أخذت الفلسفة طابعاً دينياً ممزوجاً بالفكر اليوناني، وفي القرن السادس عشر استقلت العلوم الطبيعية بنفسها، ونتيجة لذلك ظهرت مدارس فلسفية قصرت مصدر المعرفة على المشاهدة والتجربة، ومن هذه المدارس: المدرسة التجريبية في الفلسفة على يد (لوك) وفي القرن السابع على يد (هيوم) [1].
أما الفلسفة الحديثة فقد بدأت على أيدي (بيكون، وديكارت، وإسبينوزا) . وأخص ما تتميز به هذه الفلسفة الحديثة هو تحرير التفكير الإنساني من كل سلطة. وفصل الفلسفة عن الدين أو العقل والعاطفة وتحديد سلطة كل منها: [1] أحمد على الفنيش، أصول التربية، مرجع سابق، ص (16ـ17) .
والاعتماد على العقل دون النقل مزلة الأفراد والجماعات والأمم، قال تعالى: {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ} [1].
قال ابن كثير: يذكر تعالى أنه أخذ العهود والمواثيق على بني إسرائيل على السمع والطاعة لله ولرسوله، فنقضوا تلك العهود والمواثيق، واتبعوا آراءهم وأهواءهم، وقدموه على الشرائع، فما وافقهم منها قبلوه، وما خالفهم ردوه [2].
قال ابن القيم: وكل من له مسكة من عقل يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل وما استحكم هذان الأصلان الفاسدان في قلب إلا استحكم هلاكه [3]. [1] سورة المائة، آية رقم (70) . [2] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (2/83) . [3] ابن قيم الجوزية، أعلام الموقعين، (1/67) .
اسم الکتاب : مصطلح فلسفة التربية في ضوء المنهج الإسلامي (دراسة نقدية) المؤلف : الحازمي، خالد بن حامد الجزء : 1 صفحة : 326