اسم الکتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 282
هذه القاعدة الأساسية في دين اللّه - وهي ثبات حقيقته وميزانه - لخطر التميع والتأرجح والدوران المستمر مع المفهومات البشرية. بحيث لا يبقى هنالك ميزان ثابت تعرض عليه المفهومات البشرية ..
والمسافة قصيرة بين هذا القول، والقول بأن الدين من صنع البشر .. فالنتيجة النهائية واحدة، والمزلق خطر وخطير للغاية، والمنهج بجملته يستوجب الحذر الشديد .. منه ومن نتائجه القريبة والبعيدة ..
ومع وضوح قضية الوحي على هذا النحو، فإن الكافرين يستقبلونها كما لو كانت أمرا عجيبا: «قالَ الْكافِرُونَ: إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ» ..
ساحر لأن ما ينطق به معجز. وأولى لهم - لو كانوا يتدبرون - أن يقولوا: نبي يوحى إليه لأن ما ينطق به معجز. فالسحر لا يتضمن من الحقائق الكونية الكبرى ومن منهج الحياة والحركة، ومن التوجيه والتشريع ما يقوم به مجتمع راق، وما يرتكز عليه نظام متفرد ..
ولقد كان يختلط عندهم الوحي بالسحر، لاختلاط الدين بالسحر في الوثنيات كلها ولم يكن قد وضح لهم ما يتضح للمسلم حين يدرك حقيقة دين اللّه فينجو من هذه الوثنيات وأوهامها وأساطيرها. (1)
(1) - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود [ص 2384]
اسم الکتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 282