responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 198
ومن الأمثلة على تقديم الخصوصية على حرية الرأي في القضاء الغربي:
1 - نشر أحد مشاهير المطربين في فرنسا في لقاء مع إحدى المجلات اسمه الحقيقي وهاتفه، وعد القضاء الفرنسي أن هذا فيه نشر للحياة الخاصة ولم يعد سراً، فلا مانع من نشر جهات أخرى له، لكن محكمة النقض رفضت ذلك وعدته مساساً بسر هذا المغني على اعتبار أن المساس بالحياة الخاصة لا يكون فقط بالكشف عن أسرارها أول مرة، وإنما يكون أيضاً بنشر أمر كان معروفاً من قبل ثم راح في طي النسيان .. ومن يزيح الستار عن المعلن المنسي فهو بمثابة من يبعث من جديد الكشف عن السر. (1)
2 - في القضاء الفرنسي صور صحفي ممثلة كوميدية مشهورة أصيبت بحادث وهي تتنقل على كرسي متحرك بسبب إصابة عضوية فاعتبر القانون نشر صورتها مساساً لا يغتفر لحرمة حياتها الخاصة. (2)
القيود على الإعلام ([3]):
من المعلوم أن وسائل الإعلام هي أهم الوسائل لإبداء الرأي، والتعبير عنه، ونشره بين الناس، والغربيون يفاخرون بالحرية الإعلامية التي يتمتع بها الغربي عن غيره من الناس، لكن الحقيقة أن وسائل الإعلام ليس لها الحق في نشر كل ما تريد، وليس من حق الغربي أن

(1) - الحماية الجنائية لأسرار الأفراد في مواجهة النشر: 72.
(2) - المصدر السابق: 173.
[3] - أظهر وسيلة إعلامية وأقوها إبان الثورة الفرنسية وما بعدها كانت الصحافة، لأن الإعلام الصوتي والمرئي لم يظهر آنذاك. ولحرية الصحافة ثلاث نظريات:
الأولى: ينادي أصحابها بالحرية المطلقة، ولكن لم تجد هذه النظرية لها مناصراً؛ لأنها تؤدي إلى إفلات الكثير من مرتكبي الجرائم لمجرد وقوعها بواسطة الصحافة باسم حرية الصحافة.
الثانية: تنكر على الصحافة حريتها وتجعلها مسئولة عن كل ما تنشره شأنها كشأن الأفراد، وهذه النظرية تتفق مع الأنظمة الشمولية ولا مكان لها في الأنظمة الديمقراطية.
الثالثة: تؤكد على حرية الصحافة لكنها تؤكد أيضا على مسئوليتها الجنائية والمدنية إذا تجاوزت الحدود التي حددها القانون، وهذا المبدأ هو الذي سجله إعلان الثورة الفرنسية لحقوق الإنسان1719م إذ جاء فيه: إن كل إنسان له الحق في الحديث والكتابة والطباعة بحرية إلا ما يعتبر تجاوزا لهذه الحرية في الحالات التي يحددها القانون. وهو الذي جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيره من المواثيق.
اسم الکتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست