responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 195
الْفُقَهَاء أَن يتَكَلَّم فِي مآخذ الْأَحْكَام وعللها والأوصاف المؤثرة فِيهَا حَقًا وفرقا إِلَّا على هَذِه الطَّرِيقَة. (1)
ويقول أيضاً: فخلقه وأمره مبني على تحصيل المصالح الخالصة أو الراجحة بتفويت المرجوحة التي لا يمكن الجمع بينها وبين تلك الراجحة وعلى دفع المفاسد الخالصة أو الراجحة وإن وجدت المفاسد المرجوحة التي لا يمكن الجمع بين عدمها وعدم تلك الراجحة وخلاف هذا هو خلاف الحكمة والصواب. (2)
وكل هذه المعاني العظيمة في حد المصلحة واستمدادها وضبطها، والترجيح بين المصالح المتعارضة غير موجود في الفكر الغربي، الذي يقصر رعاية المصلحة على الدنيوية الآنية، وينطلق في تحديدها من العقل وحده، فلا غرو -والحال هكذا- أن يكون التعارض بين الإسلام والفكر الغربي تعارض في الأصول، وأن استجلاب ما يقرره من الحريات، مع إضافة بعض الضوابط هو مسخ للإسلام، وهدم لأصوله.
تعارض حرية الرأي مع الخصوصية:
تتعارض حرية الرأي أحياناً مع الخصوصية أو الحرية الشخصية، وحينئذ لا بد من الحسم بينهما، وتقديم إحداهما على الأخرى، وكثيراً ما كان الحسم للخصوصية، وقيدت حرية الرأي لصالحها، وهذا يدخل في القيد الأول، وهو احترام حقوق الآخرين أو سمعتهم، لكنه أخص منه؛ لأن من حقوق الآخرين احترام حياتهم الخاصة.
ما هي الخصوصية؟
عرف معجم مريام وبستر الخصوصية بأنها: صفة أو وضع يكون فيه المرء بعيداً عن المجتمع، ويضيف: حرية لا يسمح التدخل بها. (3)
والفكر الغربي وقوانينه التي انبثقت منه يعلي من شأن الحرية الشخصية بأن يفعل الإنسان ما يشاء بشرط أن لا ينتهك حرية الآخرين، وتتعارض حرية الرأي في كثير من الحالات مع

(1) - مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (2/ 22)
(2) - شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 217)
(3) - ينظر: الخير العام، إشكالية الفرد والمجتمع في العصر الحديث: 59.
اسم الکتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست