responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 154
المبحث الثالث عشر
حرية الرأي بين الإطلاق والتقييد
من أخطر أنواع الغزو الإخضاع للفكر بتمرير مصطلحات على أنها حق لا يقبل الجدال، وهو ما وقع فيما يسمى حرية الرأي؛ إذ استسلم لها المفكرون المسلمون، واجتهدوا في استخراج ما يسندها من النصوص الشرعية على أنها حق لا يقبل الجدال، وهذه الدراسة المختصرة تلقي الضوء على هذه الإشكالية برأي جديد يخالف السائد.
معنى الرأي:
الرأي: هو النظر بالقلب [1] ويطلق على الاعتقاد. (2)
قال الراغب: «والرأي اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبة الظن". (3)
قال ابن القيم:"مَا يَرَاهُ الْقَلْبُ بَعْدَ فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ وَطَلَبٍ لِمَعْرِفَةِ وَجْهِ الصَّوَابِ مِمَّا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ؛ فَلَا يُقَالُ لِمَنْ رَأَى بِقَلْبِهِ أَمْرًا غَائِبًا عَنْهُ مِمَّا يَحُسُّ بِهِ أَنَّهُ رَأْيُهُ، وَلَا يُقَالُ أَيْضًا لِلْأَمْرِ الْمَعْقُولِ الَّذِي لَا تَخْتَلِفُ فِيهِ الْعُقُولُ وَلَا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ إنَّهُ رَأْيٌ، وَإِنْ احْتَاجَ إلَى فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ كَدَقَائِقِ الْحِسَابِ وَنَحْوِهَا.» (4)
فهذا الرأي الاصطلاحي عند علماء اللغة والشريعة، ومنه رأي محمود [5]،ورأي مذموم [6].
اختلاف الرأي في الإسلام عنه عند الغربيين:

[1] -المحكم لابن سيده: 10/ 338، واللسان: 14/ 291.
(2) -المحكم: 10/ 343، والقاموس: 1659.
(3) -المفردات: 209. وينظر: التعاريف للمناوي: 354، والكليات للكفومي: 480.
(4) - إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/ 53)
[5] - قسمه ابن القيم إلى أربعة أقسام وفصلها في إعلام الموقعين 1/ 66 - 85، وينظر: المتواري على البخاري: 410، وفتح الباري لابن حجر: 13/ 331.
[6] - ينظر في أنواعه: جامع بيان العلم وفضله: 2/ 138 - 139، وشرح ابن بطال على البخاري: 10/ 351، والموافقات: 3/ 422، وقسمه ابن القيم إلى خمسة أقسام في إعلام الموقعين: 1/ 68 - 69.
اسم الکتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست