اسم الکتاب : مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 96
وقد تُليِّن قلب القاسي، وتقوِّي قلب الضعيف، ومن زادته التجارب عمىً إلى عماه، فهو من الحمقى الذين قد طبع اللَّه على قلوبهم، فهم لا يفقهون [1].
وأعظم الناس تجربة، وأكملهم حكمةً: الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام؛ لأنهم صفوة البشر اصطفاهم اللَّه ورباهم، ثم أرسلهم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومع هذا ما بعث اللَّه من نبي إلا رعى الغنم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما بعث اللَّه نبيّاً إلا رعى الغنم))، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: ((نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)) [2].
وفي رواية: قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: ((وهل من نبي إلا وقد رعاها؟)) [3].
والحكمة من ذلك - واللَّه أعلم - أن اللَّه - عز وجل - يلهم الأنبياء قبل النبوة رعي الغنم؛ ليحصل لهم التمرين والتجربة برعيها على ما يُكلَّفُونه من القيام بأمر أمتهم؛ ولأن في مخالطتها ما يُحصِّل لهم [1] انظر: هكذا علمتني الحياة، القسم الأول، للدكتور مصطفى السباعي، ص47. [2] البخاري مع الفتح، كتاب الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط، 4/ 441، (رقم 2262). [3] البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب يعكفون على أصنام لهم، 6/ 438 (رقم 6406)، وكتاب الأطعمة، باب الكباث 9/ 575 (رقم 5453)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب فضيلة الأسود من الكباث، 3/ 1621، (رقم 2050)، وهو النضيج من ثمر الأراك، انظر: شرح النووي، 14/ 6.
اسم الکتاب : مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 96