responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من أجل التغيير المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 60
آه! تلك هي حجة دامغة! إن الوزير الفيتنامي، الذي يشرف بلادنا بزيارته، قال في حديث خاص: إن الأجانب الموفدين أنفسهم ملزمون، في بلده، بالتكلم باللغة المحلية.
ونحن في الجزائر لسنا بعد بمثل هذا التشدد. ولكن على الأقل، ليقدم موظفونا بذاتهم المثل على ذلك.
صحيح أن مشوهي التعريب ليسوا حديثي العهد. فمن الممكن أن نردهم إلى أمد بعيد، حتى في الدول ذات الثقافة العربية، مثل مصر. ففي بداية هذا القرن، امتدح مفكر بارز من الطائفة القبطية، استعمال اللغة المصرية في الأدب. وكذلك في بلدنا. هؤلاء المشوهون ليسوا حديثي العهد أيضا. بل لقد سار الصراع من أجل التعريب على قدم المساواة مع عداء مجنون للعربية، ومع رغبة ملحة لمحوها.
وبالطبع، بلغت ذروتها تحت الحكم!!
ولنعطي فكرة عن ذلك، ننشر هنا المقال الذي خصصناه لهذا الموضوع، ونشرناه في مجلة؟ .. في العدد السادس من حزيران سنة 1948. "لقد افتتحت الجمعية العامة، في جلستها السابعة، نقاشا حول جدوى اللغة العربية، في داخلها".
وقد اكتسب هذا النقاش منحى قانونيا، وآخر ثقافيا (تكلم عنهما) السيد (جو- بريسونيار) ببلاغة بسيطة ودقيقة. ولا نحاول هنا أن نتناول هذه الحجج القانونية، التي دعم بها الخطيب قضيته. فهذه أمور نترك للبرلمانيين والموفدين أمر تقدير إهميتها.
والعكس، فإن السمة الثقافية لهذه القضية، تهم كل مفكر، يعد اللغة وسيلة أساسية لتطوير (الفكر الشعبي) إلا أن الفكر العربي وأداة تعبيره، أي اللغة العربية، لا يقترنان اقترانا لا رجوع عنه بشكل معين من أشكال الحياة، بل إنهما يتكيفان، أو يجب أن يتكيفا، مع كل مظاهر الحياة، وخصوصا في وسط الجمعيات.

اسم الکتاب : من أجل التغيير المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست