responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواقف الصحابة - رضي الله عنهم - في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 58
طالب - رضي الله عنه - وبايع الناس الحسن بن علي - رضي الله عنه - وكانت كتائب الحسن كالجبال، كما ذكره البخاري في صحيحه [1]، فأراد الحسن أن يحقن دماء المسلمين، ويجمعهم على إمام واحد يلم شملهم، فتنازل لمعاوية بن أبي سفيان، خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين [2] - رضي اللَّه عن جميع أصحاب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أجمعين - فكان هذا الموقف الذي وقفه الحسن من أعظم مواقف الحكمة، ومن أبرز الأدلة الواضحة على زهد الحسن في الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقد ترك الخلافة والملك، لا لقلَّةٍ ولا لذلةٍ، ولا لعلةٍ، بل لرغبته فيما عند اللَّه؛ لما رآه من حقن دماء المسلمين، فراعى أمر الدين ومصلحة الأمة [3].
وسمى هذا العام الذي تنازل الحسن - رضي الله عنه - فيه لمعاوية: عام الجماعة، لاجتماع الكلمة فيه على معاوية - رضي الله عنه - [4].
والمقصود أن موقف الحسن موقف حكيم عظيم سديد؛ لأنه حقن به دماء وأموال وأعراض أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

[1] البخاري مع الفتح في كتاب الصلح، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن: إن ابن هذا سيد، 5/ 306، (رقم 2704).
[2] انظر: البداية والنهاية لابن كثير، 8/ 20، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، ص194.
[3] انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 13/ 66.
[4] انظر: البداية والنهاية، 8/ 16.
اسم الکتاب : مواقف الصحابة - رضي الله عنهم - في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست