responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هداية القرآن للتي هي أقوم المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 244
فَإِذَا سَأَلَكَ أَقَارِبُكَ، وَمَنْ أَمَرَكَ اللهُ بِإِعْطَائِهِمْ، وَلَيْسَ لَدَيْكَ شَيءٌ تُعْطِيهِم إِيَّاهُ، وَأَعْرَضْتَ عَنْهُمْ لِضِيقِ اليَدِ، وَفُقْدَانِ مَا تُنْفِقُ عَلَيْهِمْ، فَعِدْهُمْ وَعْداً لَيِّناً جَمِيلاً، تَطِيبُ بِهِ قُلُوبُهُمْ، وَقُلْ لَهُمْ إِذَا جَاءَكَ رِزْقٌ فَسَتَصِلُهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ.
يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالاقْتِصَادِ فِي العَيْشِ، وَيَنْهَى عَنِ السَّرَفِ، فَيَقُولُ: لاَ تَكُنْ أَيًّهَا الإِنْسَانُ بَخِيلاً مَنُوعاً لاَ تُعْطِي أَحَداً شَيْئاً، وَلاَ تُسْرِفْ فِي الإِنْفَاقِ فَتُعْطِي فَوْقَ طَاقَتِكَ، فَإِذَا بَخِلْتَ قَعْدَتَ مَلُوماً يَلُومُكَ النَّاسُ عَلَى البُخْلِ وَيَذمُّونَكَ، وَإِذَا بَسَطْتَ يَدَكَ فَوْقَ طَاقَتِكَ افْتَقَرْتَ وَقَعَدْتَ بِلاَ شَيءٍ تُنْفِقُهُ، فَتَكُونُ كَالحَسِيرِ الكَلِيلِ.
وَفِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:" إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا " (1)
إِنَّ رَبَّكَ أَيُّها الرَّسُولُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ، وَيُوَسِّعُ عَلَيْهِ، وَيُقَتِّرُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِ، لِمَا لَهُ مِنَ الحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ خَبِيرٌ بِعِبَادِهِ، فَيَعْرِفُ مَنْ يُصْلِحُهُ الغِنَى فَيُغْنِيهِ، وَمَنْ يُصْلِحُهُ الفَقْرُ0. وَهُوَ بَصِيرٌ بِتَدْبِيرِهِمْ وَتَصَرُّفِهِمْ.
وَفِي الحَدِيثِ عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -،عن جبريل عليه السلام، عن ربه تعالى وتقدس قال:" يَقُولُ اللهُ تَعالى: مَن أَهَان َ لي وَلياًّ فَقد بَارَزني بِالمُحاربةِ، وَإِنِّي لأ سرعُ شَيءٍ إِلى نُصرةِ أَوليَائي إِني لأَغضبُ لَهم كَمَا يَغضَبُ اللَّيثُ الحَربُ، وَما تَرددتُ عَن شَيءٍ أَنا فَاعِلهُ تَرددي عَن قَبضِ رُوحِ عَبدي المُؤمِنِ وهُوَ يَكرهُ المَوتَ وَأَكرهُ مَساءتهُ وَلا بُدَّ لَهُ مِنهُ، وَما تَعبَّدَ لي عَبدي المُؤمنُ بِمثلِ الزُّهدِ في الدُّنيَا، وَلا تَقربَ عَبدِي المُؤمنُ بِمثلِ أَداءِ مَا افترضتُ عَليهِ، ولاَ يَزالُ عَبدي يَتقربُ إِليَّ بِالنوافِلِ حَتى أُحبهُ، فَإذا أَحببتهُ كُنتُ لهُ سَمعاً وَبَصراً وَيداً وموئلاً، إِنْ سَأَلني أَعطيتهُ، وإِنْ دَعاني أَستجيبُ لهُ، وإِن َّمن عِبادي المُؤمنينَ لَمَن يَسأَلني البَابَ مِنَ العِبادةِ فَأَكُفهُ عَنهُ، وَلو أَعطيتهُ إِياهُ لَدَاخلهُ العُجبُ وَأَفسدهُ ذلِكَ، وَإِنَّ مِن عِبادي المُؤمنينَ لَمَن لاَ يَصلحُ لهُ إلا الغِنىَ وَلو أَفقرتهُ لأَفسدهُ ذلِكَ، وَإِنَّ مِن عِبادي المؤمنينَ لَمَن لاَ

(1) - شعب الإيمان [13/ 284] 10340 صحيح
اسم الکتاب : هداية القرآن للتي هي أقوم المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست