responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقفات على الطريق المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 346
الغيظ، والإحسان، .. وكلها تطهير للنفس وللحياة وللأوضاع الاجتماعية .. والسورة كلها وحدة متماسكة في التوجيه إلى هذا الهدف الأساسي الهام.
4 - وحقيقة رابعة .. عن طبيعة منهج التربية الإسلامي .. فهو يأخذ الجماعة المسلمة بالأحداث، وما تنشئه في النفوس من مشاعر وانفعالات واستجابات، ثم يأخذهم بالتعقيب على الأحداث .. على النحو الذي يمثله التعقيب القرآني على غزوة أحد .. وهو في التعقيب يتلمس كل جانب من جوانب النفس البشرية تأثر بالحادثة، ليصحح تأثره، ويرسب فيه الحقيقة التي يريد لها أن تستقر وتستريح! وهو لا يدع جانبا من الجوانب، ولا خاطرة من الخواطر، ولا تصورا من التصورات، ولا استجابة من الاستجابات، حتى يوجه إليها الأنظار، ويسلط عليها الأنوار، ويكشف عن المخبوء منها في دروب النفس البشرية ومنحنياتها الكثيرة، ويقف النفس تجاهها مكشوفة عارية وبذلك يمحص الدخائل، وينظفها ويطهرها في وضح النور ويصحح المشاعر والتصورات والقيم ويقر المبادئ التي يريد أن يقوم عليها التصور الإسلامي المتين، وأن تقوم عليها الحياة الإسلامية المستقرة .. مما يلهم وجوب اتخاذ الأحداث التي تقع للجماعة المسلمة في كل مكان وسيلة للتنوير والتربية على أوسع نطاق ..
وننظر في التعقيب على غزوة أحد، فنجد الدقة والعمق والشمول .. الدقة في تناول كل موقف، وكل حركة، وكل خالجة والعمق في التدسس إلى أغوار النفس ومشاعرها الدفينة والشمول لجوانب النفس وجوانب الحادث. ونجد التحليل الدقيق العميق الشامل للأسباب والنتائج. والعوامل المتعددة الفاعلة في الموقف، المسيرة للحادث، كما نجد الحيوية في التصوير والإيقاع والإيحاء بحيث تتماوج المشاعر مع التعبير والتصوير تماوجا عميقا عنيفا، ولا تملك أن تقف جامدة أمام الوصف، والتعقيب. فهو وصف حي، يستحضر المشاهد - كما لو كانت تتحرك - ويشيع حولها النشاط المؤثر والإشعاع النافذ، والإيحاء المثير.
5 - وحقيقة خامسة كذلك .. عن واقعية المنهج الإلهي .. فمن وسائل هذا المنهج لإنشاء آثاره في عالم الواقع، مزاولته بالفعل، فهو لا يقدم مبادئ نظرية، ولا توجيهات مجردة .. ولكنه يطبق ويزاول نظرياته وتوجيهاته.

اسم الکتاب : وقفات على الطريق المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست