اسم الکتاب : الأرض المقدسة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : أبو الأشبال الزهيري، حسن الجزء : 1 صفحة : 17
الشام سكنى غالبية الطائفة المنصورة
عاشراً: بأرض الشام الطائفة المنصورة، يعني: جل الطائفة المنصورة بأرض الشام، ولعل ذلك يكون في آخر الزمن، ولذلك نحن نرى الآن أن معظم بلاد الشام فيها البدع، بل تعج بالبدع بالليل والنهار، ففي رمضان الماضي لما كانت إذاعة القرآن الكريم تنقل من سوريا، ودمشق، ولبنان، وفلسطين وغيرها الأذان والإقامة وصلاة التراويح وغير ذلك كان ذلك شيئاً مخجلاً إلى الغاية، وما كدنا نسمع في هذه الإذاعة سنة واحدة من السنن، وما سمعنا شيئاً نرضاه إلا تلاوة كلام الله عز وجل، أما ما دون ذلك من محاضرات فكلها تعج بالتصوف والشركيات، حتى الأذان نفسه ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا على سنته أبداً، وهذا شيء عجيب جداً، والإقامة أشد عجباً، فهذا لا يعني: أن أهل الشام هم في كل زمان ومكان قائمون بالسنة وعلى السنة، ولا يلزم ذلك، ولذلك يغلب على الظن أن الطائفة المنصورة المحفوظة في الشام إنما ذلك في آخر الزمان، لا في كل زمان ولا في كل عصر، وإلا فأنا لا أنفي أن يكون في بلاد الشام عالم رباني أو علماء ربانيون اليوم، لكن على أية حال إمام الأئمة الربانيين في هذا الزمان هو من بلاد الشام، وهو شيخنا العلامة الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة، فهو الذي نشر السنة لا أقول: في بلاد الشام، بل في العالم كله، وهذه الصحوة كلها مدينة لهذا العملاق، وكل واحد منا في رقبته دين لهذا الإمام ولغيره من أئمة الحجاز الذين هم أئمة الصحوة في هذا الزمان، ولا يجرؤ أحد أن يزعم أن له شرفاً في هذا الصحوة، إنما هي فضل الله عز وجل على يد فئة مؤمنة من الشباب الصاعد المحب لله ولرسوله ولشرعه ودينه، وكان طريقه أن استقى علمه من بلاد الحجاز وبلاد الشام، وهذا ميزة عظيمة جداً للدلالة على فضيلة أرض الشام وخيرة أهلها، فهذا أمر ملموس حتى في زماننا.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)، فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الطائفة ثلة قليلة، فقال: (لا تزال طائفة)، أي: مجموعة من الناس قليلة لكنها قائمة بأمر الله، ظاهرة، ومهما عاداها الأعداء وناوأها المناوئون فإن ذلك لا يضرهم، ولا يفت في عضدهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على ذلك، ولذلك الناظر إلى هذه الثلة المؤمنة من أهل العلم والمشايخ الكبار يجد أن العالم بأمة كاملة، فمَن مِن الناس لا يسمع عن أئمة الهدى في كل زمان ومكان؟ ربما لا تسمع عن كثير من الحكام والسلاطين والأمراء ولا تعرف أسماءهم؛ لأنهم كثيرون جداً، أما العلماء فهم طائفة قليلة مشهورة ظاهرة قائمة بالحق لله عز وجل بإخلاص وصدق، ولذلك ملكوا قلوب العباد، ومن أعظم ما يدل على أن العالم فوق الحاكم أن الناس في داخلهم يحبون التقرب إلى الله بطاعة أهل العلم.
وحديث: (لا تزال طائفة من أمتي) كاد أن يبلغ حد التواتر، لكن في بعض الروايات بين النبي عليه الصلاة والسلام أن هذا الطائفة هم أهل الشام، ولا مانع أن يكونوا في الشام وغيرها كما تقدم.
اسم الکتاب : الأرض المقدسة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : أبو الأشبال الزهيري، حسن الجزء : 1 صفحة : 17