responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 184
[2] - تأثر النصارى بعادات المسلمين وأخلاقهم وتقاليدهم:
فمن ذلك مثلاً ما يتعلق باللباس والذي كان في غالب الأحيان لدى نصارى البلاد الإسلامية لا يختلف عن لباس المسلمين، فقد كان أحد الأساقفة الصليبيين والذي بعث إلى عكا قد أرسل إلى البابا في روما اشتكى فيها تشبه النصارى الصليبيين بالمسلمين في زيهم وطريقة حياتهم [1] وحتى بعض النصارى من الصليبيين كانوا يتشبهون بالمسلمين بالزي واللباس، فمن ذلك مثلاً تقليد النساء الصليبيات لنساء المسلمين بالحجاب واللباس المحتشم. حيث قال أحد الكتاب الأوروبيين في ذلك! .. وكانت النساء الصليبيات يقلدن المسلمات في لبس الحجاب الذي يضفي على المرأة الحشمة والوقار [2] ومن عادات المسلمين التي أكتسبها النصارى الصليبيون في هذه الفترة النظافة وكانت ليست بذات أهمية لديهم، وقد نقل أحد الباحثين رأيا في ذلك لمؤرخ أوروبي معاصر لفترة الحروب الصليبية وهو قوله: ولكنهم - أي الصليبيين - يعيشون كالحيوانات، ويغسلون أبدانهم ولا ثيابهم التي لا ينزعونها إلا إذا تمزقت [3] وبعد مخالطة الصليبيين للمسلمين اكتسبوا هذه العادة الحميدة فتردد الكثيرون منهم على الحمامات العامة المنتشرة في الشام ومصر حتى الرهبان والراهبات الذين يعتكفون في كنائسهم وأديرتهم، مما جعل أحد مقدميهم واسمه جاك دوفتري يحتج على الراهبات لخروجهن من الأديرة مخالفات بذلك تعاليم شريعتهم ليذهبن إلى الحمامات العامة [4] وقد ساق أسامة بن منقذ نماذج على استغرابهم اهتمام المسلمين بالنظافة ومحاولتهم التشبه في ذلك وترددهم على الحمامات العامة للمسلمين رجالاً ونساءً لهذا الغرض ([5]

[1] الأوضاع الحضارية في بلاد الشام عصر الحروب الصليبية ص 97 - 98.
[2] تاريخ الحروب الصليبية (2/ 509).
[3] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 751).
[4] المصدر نفسه (2/ 751).
[5] الاعتبار ص 136 - 137 دعوة المسلمين للنصارى (2/ 752) ..
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست