اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 182
أما إسلام العامة من النصارى الصليبيين فكان كثير جداً في هذه الفترة، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره توماس آرنولد نقلاً عن بعض المصادر الغربية أنه في الحملة الصليبية الأولى انفصلت جماعة كبيرة من الألمان وغيرهم من الطائفة الرئيسية لتنضم إلى الجيش السلجوقي المسلم معتنقة الإسلام [1]، وفي الحملة الصليبية الثانية انضمت فرقة كبيرة من الجيش الصليبي قوامها أربعة آلاف مقاتل تقريباً إلى جيش المسلمين وذلك بعد فشل هذه الحملة، ولحسن المعاملة التي قوبلت بها هذه الفرقة اعتنق عدد كبير من أفرادها الإسلام بمحض إرادتهم وذلك سنة 542هـ - 1148م [2] وكذلك كانت أخلاق صلاح الدين – رحمه الله تعالى – وحسن معاملته للنصارى الصليبيين دافعاً لأعداد كبيرة منهم إلى اعتناق الإسلام كما حدث بعد معركة حطين [3]، بشكل خاص وقد قال أحد الكتاب الغربيين عن ذلك: .. حتى أن نفراً من الفرسان المسيحيين بلغ من قوة انجذابهم إليه أن هجروا ديانتهم المسيحية [4] ونقل توماس آرنولد عن بعض المصادر الغربية أنه في الحملة الصليبية الثالثة انضمت أعداد كبيرة من الجيش الصليبي إلى المسلمين حيث اعتنق البعض منهم الإسلام، وقد ساق توماس شهادة مؤرخ غربي على ذلك رافق هذه الحملة، حيث قال هذا المؤرخ:. وفريق من رجالنا .. تراهم يهجرون بني جلدتهم ويفرون إلى الأتراك فلم يترددوا أن يصبحوا في زمرة المرتدين، ولكي يطيلوا أعمارهم الموقوته زمناً قصيراً اشتروا موتاً أبدياً بهذا الكفر المفزع [5]. [1] الدعوة إلى الإسلام ص 108 دعوة المسلمين للنصارى (2/ 747). [2] المصدر نفسه ص 109 دعوة المسلمين للنصارى (2/ 747). [3] شفاء القلوب في أخبار بني أيوب ص 121. [4] الدعوة إلى الإسلام ص 111 دعوة المسلمين للنصارى (2/ 747). [5] الدعوة إلى الإسلام، توماس أرنولد ص 111.
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 182