responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 159
ر- أسلوب المقارنة: هو قرن النظر إلى قضيتين لإبراز وجوه التفاضل بينهما [1] وكان هذا الأسلوب من الأساليب العقلية المستخدمة من قبل العلماء المسلمين في جهودهم الدعوية الموجهة إلى النصارى في هذه الفترة ومن ذلك مثلاً: مقارنة القرطبي حفظ الله سبحانه وتعالى للقرآن وعناية الأمة مقابل تبديل التوراة والإنجيل وتحريفهما واختلاطهما بالكذب والدجل والتزوير على الله سبحانه وتعالى وأنبيائه الكرام حيث عرض القرطبي نماذج من التحريف فيهما وعلق على ذلك بقوله: .. وكتابنا منزه عن أمثال تلك الآفات، فإن الله تولى حفظه، وأجزل من كل صيانة حظه، فصار بنظمه الذي لا يقدر الجن والإنس على آية منه، فلا يختلط به كلام متكلم، ولا يقبل وهم متوهم إذ ليس من جنس كلام البشر وهو معدود الآي والسور، ثم صانه بأنه يسره للحفظ والاستظهار فيستوي في نقله الكبار والصغار [2]، وبعد هذه المقارنة التي وضعها القرطبي أمام صاحب كتاب تثليث الوحدانية قال: فأين اللؤلؤ من الخذف والياقوت من الصدف [3] وفي موضع آخر قارن القرطبي بين حال النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته وصموده أمام قريش وتحمله الأذى وصبره على الشدائد في سبيل تبليغ الدعوة وبين حال المسيح – وهو إله بزعم النصارى – وأنه لما استشعر وثوب اليهود عليه قال: قد جزعت نفسي الآن، فماذا أقول يا أبتاه؟ فسلمني من هذا الوقت، وأنه كذلك لما رفع على خشبة الصلب صاح صياحاً عظيماً: إلهي إلهي لما أسلمتني وتركتني [4] وقد علق القرطبي على ذلك بقوله: فتأمل إن كنت منصفاً فرق ما بين نبينا عليه السلام وبين ما يحكيه النصارى عن المسيح في إنجيلهم ([5]

[1] المصدر نفسه.
[2] الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 193 - 194.
[3] المصدر نفسه ص 194.
[4] المصدر نفسه 319 - 320.
[5] النصيحة الإيمانية ص 109 ..
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست