responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
ذ- أسلوب المحاكمات العقلية: والمقصود طلب تحكيم العقل المجرد من الهوى في قضايا مسلم بها إظهاراً للحق وتقريراً له [1] وقد استخدم هذا الأسلوب العلماء المسلمون كثيراً ومن ذلك: طلب نصر بن يحي المتطبب من النصارى تحكيم عقولهم في إثباتهم الألوهية للمسيح، إذ كيف يكون إله وهو المولود من امرأة بشرية قد نالته العلل والآفات وجرى ما عليه ما يجري على الآدميين من غذاء وتربية وصحة وسقم وأمن وخوف وتعلم وتعليم، فكيف تجتمع هذه النقائض مع مقام الألوهية، ثم قال: ... فيجب على ذوي العقول أن يزجرهم عقلهم عن عبادة إله ولدته امرأة بشرية آدمية [2]. وفي مناقشة الخزرجي لقسيس طليطلة وبعد عرضه جملة من الصفات البشرية للمسيح قال في نهايتها: وهذه كلها صفات إنسان مهين لا إله قوي متين [3] وذلك لفتا منه لعقل هذا القسيس وتنبيهاً له ليحكم هو على نفسه ويقر أن المسيح عبُد لله وأحد أنبيائه وليس له من خصائص الألوهية شيء ثم قال الخزرجي بعد ذلك: .. ومن جرى في المناظرة هذه المجرى ثم طرح الهوى فنظر بعين الإنصاف كان الحق له أبين من فلق الصبح [4] وفي مناقشة القرافي لعقائد النصارى بين عدم قبول العقل ألوهية مولود رضع وفُطِم ومرض وصلب وذلك استثارة لعقولهم في الحكم على هذه القضية حيث قال: .. فيا معشر النصارى كيف أتيتم بما تحيله العقول ... وجعلتم ذا الملك والملكوت والعزة والجبروت خرج من رحم امرأة ووضع وفُطم وصُلب على صليب الصلبوت بعد أن وصل إليه من الذل والقتل ما لم يصل إلى أحد من المخلوقين [5].

[1] النصيحة الإيمانية ص 72.
[2] مقامع الصلبان ومراتع رياض أهل الإيمان ص 294.
[3] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 507).
[4] المصدر نفسه.
[5] أدلة الوحدانية ص 64.
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست